مناجاة العاشقين - من ديوان الخادم النقشبندى

بسم الله الرحمن الرحيم

مناجاة العاشقين

فى السحر يخلو كل حبيب بحبيبه , وكل خليل بخليله , وكل عاشق بمن يعشق .
يتقاسم كلا منهم آلآم الآخر وأشجانه وسعادته , وما أصبح الصباح إلا ويجتمع
الجسدين فى روح واحده.
ينادى كل جسد منهم الآخر فيجيبه لبيك حبيبى .
وهذا حال المحبين فى ساحة أهل الهوى , والأحبة فى حضرة الحب والعبيد فى دور
العبادة وأهل الله فى معيتة .
اما حالى عندما يأتى السحر أناجى من أحبه وأشتاق إليهولا أراه وأعلم أنه
بحبى واشتيلقى يعلم .
ولست أدرى أيسعده اشتياقى لا بل شقائى لا بل حرمانى من ماهيتى
وما ناديت إلا وسمعت الجفاء مجيبى قائلاً:
يا هذا مالك غيرى مجيب , مالك غيرى قاتلاً .
فقلت له أيها الجفاء:أخلقت من أجلى؟ مالى كلما ناديت الحبيب أراك منى تسخر
؟ اما ترى كل حبيب خلا بحبيبه وكل عاشق بمعشوقه احرام على ان أكون مثلهم ؟
وسألت عن الحبيب أحبابه أم ترون ما نحب ؟ قالوا انظر ترى ، فالتفت فلم أره
، ووجدت البصيرة ران عليها ما كنت أفعل ، فبكيت ظلمى لنفسى واحتجابى عن أحبتى .
فناجيت مولاى وكل الموالى لاذوا
بمولاهم ،يا من وضعت فى قلبى محبته وفى روحى مادته وفى طريقى هداه :
أهذا مصير العصاة اهذا مصير الشقاه؟
إن كان عمل قد أضلنى فقلبى فاض منه الحنين وأنت به أعلم وكم من آهات وأنين
إليك صاعدة وأنت بها أسمع فإن كتبت لى اللقاء والقرب فيامولاى لك الحمد والشكر
وإنكان قدرى بعدى عن أحبتى فموتى دوائى يا عليما بدائى .
وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

انتهى

» شوقا اليك -من ديوان الخادم النقشبندى
» ديوان سلطان العاشقين العارف بالله سيدي عمر بن الفارض
» ديوان الشريف اسماعيل النقشبندى رضى الله عنه