إن
آيات التوكل على الله فى القرآن كثيرة جدا وكلها تدعوا إلى التحلى بالتوكل
وعلى سبيل المثال يقول الله تعالى فى سورة الطلاق {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ
عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} "الطلاق 3" أى كافيه ومعينه عن غير الله .
ويقول سبحانه فى سورة إبراهيم {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} "ابراهيم11" .
ويقول فى سورة المائدة {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} "المائدة 23" .
ويقول فى سورة أل عمران {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} "أل عمران 159" .
ويقول سبحانه فى سورة الفرقان {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} "الفرقان 58" .
وفى سورة الأحزاب {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا} "الأحزاب3" .
التوكل هو الثقة بما فى يد الله تعالى واليأس عما فى أيدى الناس وقيل أيضا التوكل نفى الشكوك والتفويض إلى ملك الملوك .
يقول عامر بن عامر الله : قرأت قول الله تعالى {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} "هود 6" .
فو الله ما أهتممت برزقى مذ قرأتها أو قرأته أى قول الله .
وقد سأل بعض الأكاسرة حكيما فى زمانه : ما بالى أرى العاقل محروما والأحمق
مرزوقا ؟ فقال أراد الصانع سبحانه أن يدل على نفسه ولو كان كل عاقل مرزوقا
وكل أحمق محروما لوقع فى العقول أن العاقل يرزق نفسه والأحمق يحرم نفسه .
ويقول الإمام الشافعى رضى الله عنه : "ومن الدليل على القضاء وكونه ... بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق .
ويقول صلى الله عليه وسلم :(إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله) .
وهذا ما يقوى يقين المؤمن فى أن رزقه يأتيه وذلك بتقدير العزيز العليم .
وقد لزم رجل باب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فكان يأتيه كل يوم ليسأله
عطاءه ، فأرشده أمير المؤمنين إرشادا شرعيا فقال له : يا هذا هاجرت إلى
عمر أو إلى الله ؟ اذهب فتعلم القرآن الكريم فإنه سيغنيك عن عمر فذهب وغاب
مدة طويلة حتى سأل عنه عمر وقال له لقد اشتقت إليك فما الذى شغلك عنا ؟
فقال قرأت القرآن الكريم فأغنانى عن عمر وعن آل عمر فقال له عمر فما الذى
وجدت فيه ؟ فقال وجدت قوله تعالى {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا
تُوعَدُونَ} "الذاريات 22" فقلت رزقى فى السماء وأنا أطلبه فى الأرض ؟
فبكى أمير المؤمنين وأعتبرها موعظة .
بقلم د/ محمد عبد العزيز واصل وكيل الأزهر