دعاء الحب


إلهي وحبيبي وسيدي ومولاي ها أنذا عُبيدك أحوج الناس إلى رحمتك وأفقر الخلق
لغناك وأذل الورى لعزتك ‏وأحقرهم أمام عظمتك وأقل البرايا شأنا أمام
كبريائك وأعجزهم أمام قدرتك وأضعف الكائنات أمام قوتك وأولاهم ‏بعطائك
ومنتك مولاي إني معترف بكثرة ذنوبي ومقر بسيء عيوبي فاغفر لي واجعلني
محبوبا لك فإني أحبك لذاتك ‏العلية وصفاتك الأزلية وأسمائك العليا ، وأحب
آلائك وثوابك لأني أراك فيها وإن كنت مقصرا في طاعتك ظالم ‏لنفسي كثير
الخطايا والذنوب والغفلة عن حضرتك وذكرك وشكرك ولكني أحبك ولم أشرك بك شيئا
وأحب ‏حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم وكل ما تحب .


فسبحانك ربي ما أعظم شأنك وأجل سلطانك وسبحانك ربي ما أكثر نعمك وأعظم
عطاياك توجهت إرادتك ‏لخلقنا وإبرازنا في الوجود فاخترتنا من سائر خلقك
لنكون من بني آدم الذين كرمتهم على كثير ممن خلقت وهديتنا ‏إلى الإيمان
بدين الحق بمحض فضلك وعنايتك .


وجعلتنا من أمّة حبيبك المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم صفوة رسلك وأفضل
خلقك ورزقتنا معرفتك ووفقتنا ‏لطاعتك وعرفتنا سبيل محبتك وغمرتنا بنعمك
فرزقتنا الزوجة والأولاد وألقيت في القلوب لنا محبة عند الأهل ‏والأصحاب
وتفضلت علينا بكثرة الخيرات والزروع والثمرات ومن كل ما سألناك أعطيتنا
ووهبتنا المال والعزة ‏والكرامة ، وإن كنا لا نستحق شيئا من ذلك ولكنك
المتفضل الكريم الحنان.‏


سبحانك تكرمت علينا وعاملتنا بما أنت أهله لقولك سبحانك : {قل كل يعمل على
شاكلته } فلم تعاملنا بذنوبنا ‏ولم تؤاخذنا بتقصيرنا في حقك بل فتحت لنا
باب التوبة ودعوتنا إليه فكم دعوناك سيدي ونحن لا نستحق شيئا ‏فأجبتنا فضلا
وكرما وكم وقعنا في كرب فرفعته بإعانتك وفضلك وكم كنا في نعمة ولم نشكرها
فلم تعاقبنا وتسلبها ‏منا وكم كنا في بلية ولم نصبر فلم تبقها بل رفعتها
بإحسانك ومنك.‏


وكم كنا في مرض فشفيتنا مع غفلتنا عن ذكرك ونسياننا لأمرك ولأمر حبيبك
المصطفى صلى الله عليه وآله ‏وسلم ولكن ليس استهانة بك ولا جرأة عليك
فسبحانك من إله عظيم كريم يفتح باب الوصال لمن قصد بابه ، وإن ‏لم يكن أهلا
لمحبتك فأنت أهل التقوى والمغفرة وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى
آله وصحبه وسلم ." اهـ


منقول من كتاب حلاوة الإيمان في رباط الفقراء