[b]
[size=21]المس الشيطاني والهوس النفساني والمدد النوراني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الأول الآخر الواحد الأحد الظاهر الباطن القاهر الصمد
تجلت آثار رحمه وأشرقت وشهدها العارفون وتتلألأت أنوار فضله وتذوقها المقربون
سخر
السماوات بأسرها والأرض للإنسان وشرفه وفضله وجعله هباءة صغيرة محدودة
بجسده وبحراً للمعاني والمشاعر وسماءً للتجليات بقلبه وروحه
فمن
اشتغل بخدمة الجسد الطيني لم يزدد شيئاً مذكوراً وانتهى أمره إلى نقطة
الصفر وإلى أسفل السافلين ومسته الشياطين واغتالته هواجس النفس الأمارة
بالسوء وعند ذلك ترسم على ناصيته وظاهر قلبه الأقفال الشيطانية ويمتلئ باطن
قلبه بجنود الكبر والزيغ والضلال
ومن حفظ عقله وكذا قلبه وروحه تسامى فوق الثريا وملئ الأكوان نوره وعظم عند الله شأنه ومقامه
وحفته
ملائكة السماوات ودقت طبوله في كل مكان وبدت له بشائر السعادة والتحقيق
وعظمت قوته ومكانته بمدد اسم الله الأعظم ويكتب الله في صميم قلبه الإيمان
ويصلح جميع أمره
إذن
فالإنسان إما أن يكون بحراً للأنوار إن كان مصباً لينابيع علوم الأحدية
وأنهار الحب الإلهي وأنهار الصدق والتقوى والعفة والطهارة والأمانة والكرم
والتواضع
وإما أن يكون مستنقعاً للظلمات إن ملأته سيول الهوى والكبر والكذب والفجور والغفلة والبخل والطمع والرياء
والله خلق الجنة للأبرار أهل الأنوار وأعد النار لأهل الظلمة الأشرار
فمن المحال حلول الظلمة في دار المقامة والجمال والكرم الإلهي
فمن
تلبس بالظلمات فليتدارك نفسه وليزكيها وليزينها بجمال الأخلاق وليقتبس من
أنوار أهل الله أهل الحق قبل أن يأتي يومٌ يقول المنافقون للذين آمنوا
انظرونا نقتبس من نوركم
اللهم
يا من خلقتنا من نفس واحدة ومن تربة واحدة وفضلت بعضنا على بعض تفضيلاً
ورفعت بعضنا فوق بعضٍ درجات اجعلنا من عبيدك المحترقين بالفقر إليك
المنكسرين بالذل بين يديك
اللهم
اغفر لنا ما كان منا من تقصير بسبب ضعفنا ولا تجعلنا نأتيك من باب الكبر
الذي أتى منه الشيطان فلعنته في الأولين والآخرين بل نسألك أن تدخلنا عليك
بالأدب والافتقار والحب والاضطرار

اللهم نجنا من سلوك طريق أئمة الجهل من أدعياء التصوف وأدعياء السلفية
واجعلنا على نهج أهل السنة والجماعة اتباع المذاهب الأربعة ونهج سادات
الأمة الصوفية العلماء المحققين
اللهم أطعمنا من طعام قربك واسقنا من شراب أنسك واجعل غذاءنا ذكرك وغنانا قربك
وصلِّ وسلم على شمس الجمال وبدر الكمال سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم