المهتدى المراقب العام
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 2109 مزاجك : تاريخ التسجيل : 08/03/2011 العمر : 28 العمل/الترفيه : الإنترنت
| موضوع: الحال عند الصوفية الجمعة مارس 11, 2011 5:05 am | |
| الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه: أما بعد: الحال والحال عند القوم: معنى يرد على القلب, ومن غير تعمد منهم, ولا اجتلاب ولا اكتساب لهم من: طرب أو حزن أو قبض أو شوق أو انزعاج أو هيبة أو احتياج. فالأحوال: مواهب والمقامات: مكاسب. والأحوال تأتي من غير الوجود(1) والمقامات تحصل ببذل المجهود. وصاحب المقام ممكّن في مقامه وصاحب الحال مترقٍّ عن حاله(2). وسئل ذو النون المصري. عن العارف فقال: كان هاهنا فذهب. وقال بعض المشايخ:الأحوال كالبروق:فإن بقي فحديث نفس(3). وقالوا الأحوال كاسمها, يعني أنها: كما تحل القلب تزول في الوقت. وأنشدوا: لو لم تحل ماسمّيت حالا وكل ماحال فقد زالا انظر إلى الفيء(4) إذا ما انتهى يأخذ في النقص إذا طالا وأشار قوم إلى بقاء الأحوال ودوامها. وقالوا: إنها إذا لم تدم ولم تتوال فهي لوائح وبواده(5) ولم يصل صاحبها بعد إلى الأحوال فإذا دامت تلك الصفة فعند ذلك تسمى حالاً. وهذا أبو عثمان الحيري يقول: منذ أربعين سنة ما أقامني الله في حال فكرهته, فأشار إلى دوام الرضا والرضا من جملة الأحوال. فالواجب في هذا: أن يقال: إن من أشار إلى بقاء الأحوال فصحيح ماقال فقد يصير المعنى شرباً(6) لأحد فيربّى فيه. ولكن لصاحب هذه الحال أحوال: هي الطوارق(7) لا تدوم فوق أحواله التي صارت شراباً له, فإذا دامت هذه الطوارق له كما الأحوال المتقدمة ارتقى إلى أحوال أخر فوق هذه وألطف من هذه فأبداً يكون في الترقي. سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق رحمه الله يقول في معنى قوله صلى الله عليه وسلم:[إنه ليغان(8) على قلبي حتى أستغفر الله تعالى في اليوم سبعين مرة] رواه أحمد ومسلم وأبو داوود والنسائي. أنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبداً في الترقي من أحواله فإذا ارتقى من حالة إلى حالة أعلى مما كان فيها فربما حصل له ملاحظة إلى ما ارتقى عنها, فكان يعدّها[ غيناً] بالإضافة إلى ما حصل فيها فأبداً كانت أحواله في التزايد. ومقدورات الحق سبحانه من الألطاف لا نهاية لها فإذا كان الحق تعالى العز وكان الوصول إليه بالتحقيق محالاً فالعبد أبداً في ارتقاء أحواله. فلا معنى يوصل إليه, إلا وفي مقدوره سبحانه ما هو فوقه يقدر أن يوصله إليه وعلى هذا يحمل قولهم[ حسنات الأبرار سيئات المقربين]. وسئل الجنيد عن هذا, فأنشد: طوارق أنوار تلوح إذا بدت فتظهر كتماناً وتخبر عن جمع
| |
|