الصلاة على محمد

[center]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين

قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} الأحزاب / 56 .

بمناسبة الذكرى السنوية لولادة رسول الإنسانية ونبي الرحمة وأفضل الخلق على الإطلاق الذي قال فيه خالقه {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} النجم / 9 . ذاك هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وآله وسلم يسرني أن أقدم لكم أبرك التحيات وأطيب الأمنيات بهذه الذكرى العطرة .

هذا الرسول عظيم وعظيم جداً في جميع جوانبه وحياته ومن أبرز سمات عظمته أن المولى سبحانه قد مدحه وأثنى عليه في أكثر من موقف وفي أكثر من آية ، ومن أبرزها الآية المباركة التي افتتحنا حديثنا بها والتي تنم على عظيم قدره وجاهه عند الله سبحانه وينبغي تفات لعدة أمور :

1-هذه الآية كآيات كثيرة تدل على عظمة النبي صلى الله عليه وآله حيث أن خالق الكون يصلي عليه وهي تعني الرحمة والعطف ومن في الوجود كلهم يصلون عليه وعلى رأسهم ملائكته المقدسين وهم يطلبون الرحمة له .

2-ثم جاء الخطاب إلى الذين آمنوا وخاطبهم أن ضموا صوتكم إليهم في الصلاة عليه فإنه لم يكن إنسانا عاديا بل تلخص الوجود فيه .

3-الصلاة إذا نسبت إلى الله تعني الرحمة وإذا نسبت إلى الملائكة فهي التزكية وإذا نسبت إلى الناس فهي تعني الدعاء له والتصديق والإقرار بالفضل فإن صلاتهم عليه طلب الرحمة له كما في رواية أبي المغيرة عن الإمام أبي الحسن عليه السلام في رواية جاء فيها قال : قلت : ما معنى صلاة الله وملائكته ، وصلاة المؤمنين ؟

قال : ( صلاة الله رحمة من الله ، وصلاة الملائكة تزكية منهم ، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له )[1]

4-التعبير بكلمة ( يصلون ) وهو فعل مضارع يدل على الاستمرار يعني أن الله وملائكته يصلون عليه دائما ومستمراً وصلاتهم عليه صلاة خالدة .

5-الفرق بين ( صلوا وسلموا ) فقد ورد في الآية الأمر بالصلاة والسلام .

صلوا : بمعنى طلب الرحمة والصلاة على النبي .

سلِّموا : فتعني التسليم لأوامر النبي كما في قوله تعالى {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} النساء / 65 . أي تسليم أمورهم إلى النبي صلى الله عليه وآله فيسمعونه ويطيعونه .

وعن الإمام الصادق عليه السلام أن أبا بصير سأله فقال : قد عرفت صلاتنا على النبي صلى الله عليه وآله فكيف التسليم ؟

قال : ( هو التسليم له في الأمور ) .

وكذلك في رواية ابن أبي حمزة عن الإمام الصادق عليه السلام : ( .... فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه ) [2]

أو يكون بمعنى السلام عليه وزيارته .

كيفية الصلاة عليه وآله

اللهم صلي على محمد وآل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وآل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد .[3]

وقد تضافرت الأحاديث بين علماء المسلمين من المحدثين والمفسرين في كيفية الصلاة عليه وعلى آله مثل ما تقدم أو قريب منه .[4]



أهمية الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ

إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله من أهم العبادات ولها مدخلية في حياة الإنسان المرتبط برسول الله ويحبه ويعشقه ويريد أن يعيش هذه الشخصية في جميع أبعادها التي بهرت العالم بأسره ولو كان موجودا الآن لحل جميع مشاكل العالم وهو جالس يشرب القهوة . كما قال أحد المستشرقين .

1-أنها من أسباب المحبة :

فالذي يحب رسول الله لا بد أن يلهج بذكره ويدعو له ومن أبرز الدعاء له هو ذكره والصلاة عليه وعلى آله .

2-أنها من أسباب استجابة الدعاء :

تعددت الأحاديث عن دور الصلاة على النبي في استجابة الدعاء وأنها تذكر في بداية الدعاء ونهايته بل وفي وسطه وأنها تساعد على استجابة الدعاء فقد جاء في الصحيح عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : ( لَا يَزَالُ الدُّعَاءُ مَحْجُوباً حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ) [5]

بل يمكن القول أن استجابته متوقفة على الصلاة على النبي بل هي جزء منه فلو دعا الإنسان بدونها لأصبح الدعاء ناقصا فلا يستجاب كما في الصحيح عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : ( كُلُّ دُعَاءٍ يُدْعَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مَحْجُوبٌ عَنِ السَّمَاءِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَـمَّدٍ )

وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : ( مَنْ دَعَا وَ لَمْ يَذْكُرِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَفْرَفَ الدُّعَاءُ عَلَى رَأْسِهِ فَإِذَا ذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رُفِعَ الدُّعَاءُ )

3-كفاية المئونة بالصلاة على النبي وآله :

فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجْعَلُ لَكَ ثُلُثَ صَلَوَاتِي لَا بَلْ أَجْعَلُ لَكَ نِصْفَ صَلَوَاتِي لَا بَلْ أَجْعَلُهَا كُلَّهَا لَكَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( إِذاً تُكْفَى مَئُونَةَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ )

ومعنى أن يجعل صلواته لرسول لله صلى الله عليه وآله هو أن يقدمها أمام حوائجه كما عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) مَا مَعْنَى أَجْعَلُ صَلَوَاتِي كُلَّهَا لَكَ . فَقَالَ : ( يُقَدِّمُهُ بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ حَاجَةٍ فَلَا يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ شَيْئاً حَتَّى يَبْدَأَ بِالنَّبِيِّصلى الله عليه وسلم فَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَسْأَلَ اللَّهَ حَوَائِجَهُ )

وعَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ فَإِنَّ الرَّاكِبَ يَمْلَأُ قَدَحَهُ فَيَشْرَبُهُ إِذَا شَاءَ اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ وَ فِي آخِرِهِ وَ فِي وَسَطِهِ )

4-صلاة الله على العبد :

تكرما من المولى المتعالي على عبده المسكين إذا صلى على رسول الله صلى الله عليه وآله فإن جزائه أن يصلي عليه رب العزة والجلال لأجل حبيبه المصطفى .

فعَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : ( إِذَا ذُكِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَلْفَ صَلَاةٍ فِي أَلْفِ صَفٍّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ لَمْ يَبْقَ شَيْ‏ءٌ مِمَّا خَلَقَهُ اللَّهُ إِلَّا صَلَّى عَلَى الْعَبْدِ لِصَلَاةِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ صَلَاةِ مَلَائِكَتِهِ فَمَنْ لَمْ يَرْغَبْ فِي هَذَا فَهُوَ جَاهِلٌ مَغْرُورٌ قَدْ بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَهْلُ بَيْتِهِ )

وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ مَلَائِكَتُهُ وَ مَنْ شَاءَ فَلْيُقِلَّ وَ مَنْ شَاءَ فَلْيُكْثِرْ )

وعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ فَرُّوخَ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) : ( يَا إِسْحَاقَ بْنَ فَرُّوخَ مَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَشْراً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ مَلَائِكَتُهُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ مَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ مَلَائِكَتُهُ أَلْفاً أَ مَا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَ مَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ) [6]

5-أنها تذهب بالنفاق :

ففي الصحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( ارْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالصَّلَاةِ عَلَيَّ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِالنِّفَاقِ )

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( الصَّلَاةُ عَلَيَّ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِي تَذْهَبُ بِالنِّفَاقِ )

6-أنها لقضاء الحوائج :

فعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : ( مَنْ قَالَ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ قُضِيَتْ لَهُ مِائَةُ حَاجَةٍ ثَلَاثُونَ لِلدُّنْيَا وَ الْبَاقِي لِلْآخِرَةِ )

وقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) : ( مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَاجَةٌ فَلْيَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ثُمَّ يَسْأَلُ حَاجَتَهُ ثُمَّ يَخْتِمُ بِالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَقْبَلَ الطَّرَفَيْنِ وَ يَدَعَ الْوَسَطَ إِذَا كَانَتِ الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ لَا تُحْجَبُ عَنْهُ )

7- لرفع الهم والغم :

فعَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ : ( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : أَجْعَلُ نِصْفَ صَلَوَاتِي لَكَ . قَالَ : نَعَمْ . ثُمَّ قَالَ : أَجْعَلُ صَلَوَاتِي كُلَّهَا لَكَ . قَالَ : نَعَمْ . فَلَمَّا مَضَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : كُفِيَ هَمَّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ )

8- لكفاية المهمات :

فعَنْ مُرَازِمٍ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) إِنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي جَعَلْتُ ثُلُثَ صَلَوَاتِي لَكَ . فَقَالَ لَهُ : خَيْراً فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي جَعَلْتُ نِصْفَ صَلَوَاتِي لَكَ . فَقَالَ لَهُ : ذَاكَ أَفْضَلُ فَقَالَ : إِنِّي جَعَلْتُ كُلَّ صَلَوَاتِي لَكَ . فَقَالَ : إِذاً يَكْفِيَكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا أَهَمَّكَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكَ وَ آخِرَتِكَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ أَصْلَحَكَ اللَّهُ كَيْفَ يَجْعَلُ صَلَاتَهُ لَهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) : ( لَا يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئاً إِلَّا بَدَأَ بِالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ (ص) .

9- أنها أثقل الأعمال في الميزان :

فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا (ع) قَالَ : ( مَا فِي الْمِيزَانِ شَيْ‏ءٌ أَثْقَلَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَتُوضَعُ أَعْمَالُهُ فِي الْمِيزَانِ فَتَمِيلُ بِهِ فَيُخْرِجُ ص الصَّلَاةَ عَلَيْهِ فَيَضَعُهَا فِي مِيزَانِهِ فَيَرْجَحُ بِهِ )

10- أنها أفضل الأدعية :

فعَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ نُعَيْمٍ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) : إِنِّي دَخَلْتُ الْبَيْتَ وَ لَمْ يَحْضُرْنِي شَيْ‏ءٌ مِنَ الدُّعَاءِ إِلَّا الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ . فَقَالَ : ( أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا خَرَجْتَ بِهِ )

11- أنها تذكر كلما ذكر الله :

فعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (ع) فَقَالَ لِي : ( مَا مَعْنَى قَوْلِهِ {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} قُلْتُ : كُلَّمَا ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ قَامَ فَصَلَّى . فَقَالَ لِي : لَقَدْ كَلَّفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذَا شَطَطاً . فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكَيْفَ هُوَ . فَقَالَ : كُلَّمَا ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ )[7]

12- أنها واجبة في الصلاة المفروضة :

فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ وَ لَمْ يَذْكُرِ النَّبِيَّ وَ آلَهُ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاتِهِ يُسْلَكُ بِصَلَاتِهِ غَيْرَ سَبِيلِ الْجَنَّةِ )

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ دَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ) وَ قَالَ صلى الله عليه وسلم : ( وَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَنَسِيَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ خُطِئَ بِهِ طَرِيقَ الْجَنَّةِ )

13- كلما ذكر النبي يصلى عليه وآله :

عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَنَسِيَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيَّ خَطَأَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقَ الْجَنَّةِ )

14- الصلاة على آل محمد :

فعَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : ( سَمِعَ أَبِي رَجُلًا مُتَعَلِّقاً بِالْبَيْتِ وَ هُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ . فَقَالَ لَهُ أَبِي : يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَبْتُرْهَا لَا تَظْلِمْنَا حَقَّنَا قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ ) [8]

وقد روى ابن حجر في صواعقه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لا تصلوا علي الصلاة البترا ، فقالوا : وما الصلاة البترا ؟ قال : تقولون : اللهم صل على محمد وتمسكون ، بل قولوا : اللهم صل على محمد وأل محمد ) [9]

15- وجوب الصلاة عليهم في الصلاة :

وكما يجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله في الصلاة كذلك يجب الصلاة على آله في الصلاة وقد اتفقت الشيعة على ذلك لأجل الروايات عن الأئمة عليهم السلام بل قال به بعض أئمة المذاهب الأربعة كما في الإمام الشافعي وإحدى الروايتين عن أحمد بن حنبل وتعددت المصادر عن علماء التفسير والحديث في ذلك [10] ، وقد قال الإمام الشافعي رضي الله عنه :

يا أهل بيت رسول الله حبكـم فرض من الله في القرآن أنزلـه

كفاكم من عظيم الفضل أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له [11]