أولاً :
العقيدة الإسلامية هى العلم الحقيقى لإنه العلم بالله وأسمائه وصفاته وموجب
ذلك من الإيمان برسله وكتبه والغيب حتى كأنه مشاهد محسوس.
ثانياً : العقيدة الإسلامية أكبر دعامة للرغبة فى الطاعات لأن صاحب العقيدة
الصحيحة يعمل لله بإخلاص فلا يرائى ولا يداهن .
ثالثاً: الدعوة إلى الله على عقيدة صحيحة فلا تقبل دعوة الصوفية فى التوحيد
ولا الرافضية فى الطهر والعفة.
رابعاً: التصدى للمقالات الفاسدة والملل والنحل والمذاهب والأحزاب
والجماعات ( التصدى للعلمانية والمدنية والديمقراطية – التقريب بين السنة
والشيعة – حوار الأديان والوحدة الوطنية ).
خامساً : تحرير العقل من مرض التسليم للعقل أو من عبودية وثن العقل ( كما
تفعل الأشاعرة – والمعتزلة ).
سادساً: العقيدة الإسلامية سهلة وبسيطة لأنها تعتمد على سلامة المصدر
المعتمد على الكتاب والسنة .
سابعاً : العقيدة الإسلامية سبب فى دخول الجنة لأنها تطهر القلب من أدران
الشرك والإلحاد.
ثامناً: حياة الأمة فى الجهاد فى سبيل الله فالعقيدة الأسلامية تصحح مسار
الجهاد فلا جهاد لعصبية ولا لراية غير راية التوحيد.
تاسعاً: صاحب العقيدة الإسلامية له الأمن والهداية (الَّذِينَ آَمَنُوا
وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ
وَهُمْ مُهْتَدُونَ)(الأنعام:82).
فصل : العقيدة لغة واصطلاحاً
العقيدة لغة : من
العقدة وهى الرباط الوثيق – والشد والإحكام , واعتقدتُ كذا: عقدتُ عليه
القلب والضمير.
لأن صاحب العقيدة يربط حياته وقلبه على ما يدين به ويشد عليه فلا يرى
غيرها.
والعقيدة اصطلاحاً : الحكم الذهنى الجازم فإن طابق الواقع فصحيح وإن خالف
الواقع ففاسد.
وفيه مسألتان :
الأولى : أن طابق الواقع فصحيح .
وهى العقيدة الإسلامية وهى مجموعة من قضايا الحق البديهية المسلمة بالعقل
والسمع والفطرة يعقد عليها الإنسان قلبه ويثنى عليها صدره جازماً بصحتها
قاطعاً بوجوبها وثبوتها لايرى خلافها أنه يصح أو يكون أبداً.
ويفهم من التعريف السابق ما يلى :
أولاً: أنها مجموعة من قضايا الحق وذلك لأنها تشتمل على توحيد الله تعالى
بأقسامه الثلاثة وكلمة التوحيد وأركانها وشروطها والملائكة والكتب السماوية
والرسل والمعاد والحوض والصراط والعرصات والقنطرة والجنة والنار وكل هذا
يجب على الأنسان أن يدين لله به أجمالاً للعوام وتفصيلاً للعلماء وطلبة
العلم .
وكما ترى هذه القضايا قضايا حق لا باطل فيها بوجه من الوجوه لأنها معتمدة
على الكتاب السنة بفهم سلف الأمة .
ثانياً : البديهية المسلمة وذلك كالحكم على أن البعرة تدل على البعير وأن
الأثر يدل على المسير والمسلمة التى ليس فيها شك ولاظن بل أنها تبنى على
اليقين بلا شك ولا ظن كما يعتقد النصارى فى المسيح أو الصلب .
ثالثاً :العقل والسمع والفطرة .
العقل : غريزة وضعها الله تعالى فى قلوب الممتحنين من عباده وموضع العقل فى
القلب كما قال الله تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ
لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا )(الحج:46).
السمع : وهو كل ما دل عليه الكتاب والسنة قال الله تعالى (فَإِمَّا
يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا
يَشْقَى )(طه:123).
الفطرة : وهى التى فطر الله عليها الناس جميعاً والله فطرهم على التوحيد
وعدم الشرك بالله قال الله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ
مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)(الأعراف:172).
(وإنى خلقت عبادى حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم
وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بى ما لم أنزل به سلطانا) رواه
مسلم.
إذاً فالعقيدة الأسلامية هى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم
الآخر والقدر خيره وشره .
والشريعة تنقسم إلى اعتقاديات كأركان الإيمان وإلى عمليات كأركان الإسلام
وإلى هذا وذاك كالإحسان .
والعقيدة الإسلامية هى الأساس الذى يقوم عليه الدين وتصح معه الأعمال , وهى
توقيفية أى لا تثبت إلا بدليل من الشرع ولا مسرح فيها للرأى والاجتهاد.