الناظر النقشبندى إدارى المنتدى
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 3363 مزاجك : تاريخ التسجيل : 24/01/2011 العمر : 55 الموقع : الطريقه النقشبنديه العمل/الترفيه : القراءه والأطلاع الصوفى
| موضوع: التأويل بين أهل السنة والمبتدعة الثلاثاء فبراير 08, 2011 4:50 am | |
| [center][center][center]التأويل بين أهل السنة والمبتدعة
اعداد الشيخ معاويه محمد هيكل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد فإن التأويل عند المتكلمين بعامة يقتضي اتخاذ العقل أصلاً في التفسير مقدمًا على الشرع، فإذا ظهر تعارض بينهما فينبغي تأويل النصوص إلى ما يوافق مقتضى العقل خلافًا لمنهج السلف الذين احتكموا إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فطوعوا المفاهيم العقلية لها ؛ لأن العقل في كتاب الله وسنة رسوله هو أمر يقوم بالعاقل وليس هو عينًا قائمة بنفسها كما يعتبره بعض الفلاسفة، والعقل يعجز عن الإحاطة بحقائق الدين، لأنه قاصر، أما الدين فهو دين الله خالق الخلق ومالك الملك «أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ» الملك وهذا الدين شامل لكل ناحية من نواحي الحياة، وصالح لكل زمان ومكان، ويتناسب مع جميع الخلق في الماضي والحاضر والمستقبل وأما العلم الإنساني الذي يحيط بكل شيء فلم يوجد في الماضي أبدًا، قال الله تعالى «وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا» طه ، وقال «وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً» الإسراء ، وما تزال الاكتشافات العلمية تمضي في طريقها لتبرهن على أنه كلما ازداد الإنسان علمًا ازداد إحساسًا بجهله وشعورًا بقصوره وعجزه وقد رد الإمام أحمد على الجهمية والمعتزلة، فبين أن السلف كانوا ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وأن منهج السلف فيمن أراد معرفة شيء من الدين أن ينظر فيما قال الله وفيما قال الرسول ، فمنه يتعلم وبه يتكلم وفيه ينظر ويتفكر، وبه يستدل، خلافًا لأصحاب المنهج الكلامي الذين اعتمدوا على ما رأوه ثم نظروا في الكتاب والسنة فإن وجدوا النصوص توافقه أخذوا بها، وإذا وجدوها تخالفه أولوها بما يتوافق مع عقولهم بتصرف من قواعد المنهج السلفي د مصطفى حلمي معاني التأويل في الشرع والتأويل ليس مذمومًا كله، قال النبي لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل» وقال تعالى «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» آل عمران على الوجه القائل بالوقف على هذا المقطع، فامتدحهم بأنهم يعلمون التأويل لذلك فالتأويل له معان متعددة، يكون بمعنى التفسير، ويكون بمعنى العاقبة والمآل، ويكون بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره أولاً بمعنى التفسير
كثير من المفسرين عندما يفسرون الآية يقولون تأويل قوله تعالى كذا وكذا، ثم يذكرون المعنى وسُمى التفسير تأويلاً لأننا أولنا الكلام، أي جعلناه يؤول إلى معناه المراد به ثانيًا تأويل بمعنى عاقبة الشيء
وهذا إن ورد في طلب، فتأويله فعله إن كان أمرًا، وتركه إن كان نهيًا، وإن ورد في خبر، فتأويله وقوعه مثاله في الخبر قوله تعالى «هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ» الأعراف فالمعنى ما ينظر هؤلاء إلا عاقبة ومآل ما أخبروا به، يوم يأتي ذلك المخبر به، يقول الذين نسوه من قبل «قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ» ومنه قول نبي الله يوسف عليه السلام لما خر له أبواه وإخوته سجدًا، قال «هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ» يوسف ، معناه هذا وقوع رؤياي ؛ لأنه قال ذلك بعد أن سجدوا له ومثاله في الطلب قول عائشة رضي الله عنها كان النبي بعد أن أنزل عليه قوله تعالى «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ» النصر يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي»، يتأول القرآن، أي يعمل به ثانيًا المعنى الثالث للتأويل
صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى احتمال آخر مرجوح لدليل يقتضي ذلك، فإن كان صرف اللفظ عن ظاهره لأمر يظنه الصارف دليلاً وليس بدليل على الصحيح فهذا تأويل فاسد، ومن ذلك تأويل المتكلمين لآيات وأحاديث الأسماء والصفات بدعوى التنزيه لموافقة أدلتهم العقلية في قضية الأسماء والصفات، فهذا ليس بدليل تعارض به نصوص الكتاب والسنة، ودعوى التنزيه لا تعارض الإثبات الذي عليه أهل السنة إذ إنهم لا يكيفون صفة ولا يشبهون الخالق بالمخلوق، لقوله تعالى «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» الشورى ، فنفي التشبيه تنزيهًا للخالق مع إثبات صفتي السمع والبصر، وبالجملة فليست أدلة المتكلمين العقلية المأخوذة من علم الكلام بأدلة تؤول أو تخصص أو تقيد بها الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة فإن كان صرف اللفظ عن ظاهره بدليل شرعي صحيح في نفس الأمر، فهذا تأويل صحيح مقبول على أن التأويل الصحيح في النصوص عند أهل العلم يتطلب كذلك أن يحتمل اللفظ لغة هذا المعنى المرجوح ورود ما يفيد وجوب هذا التأويل لظاهر النصوص الشرعية من النبي، إذ يمتنع اقتضاء صرف نصوص الكتاب والسنة عن ظاهرها بدون بيان وإرشاد من النبي بيان النبي لذلك وأن ظاهر النص غير مراد سلامة دليل التأويل من معارض انظر أضواء البيان للشنقيطي، ونقض المنطق لابن تيمية ص ، صور من تحريف المبتدعة للنصوص تحريف النصوص ظاهرة خطيرة، وقع فيها كثير من المبتدعة، ولكن بنسب متفاوتة، وسلفهم في هذا اليهود، فقد وصفهم الله بقوله «أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ» البقرة ، وقال الله تعالى «فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ» البقرة وعاقبة التحريف عندهم تشويه النصوص وتكدير المنابع، حتى يتسنى للمبتدعة العبث في دين الله تعالى والتحريف ثلاثة أنواع النوع الأول تحريف اللفظ
أخذ اليهود بنصيب وافر من هذه الصفة، فقد قال الله تعالى «وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ» البقرة ، وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله قيل لبني إسرائيل «وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ»، فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدلوا، وقالوا حِطَّةٌ حَبَّةٌ في شعرة البخاري والمعنى حبة حنطة وتحريف اللفظ يؤدي إلى تحريف المعنى غالبًا، ولهذا اتصف به المبتدعة، ومن أمثلة ذلك تحريفهم لقوله تعالى «الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى» طه ، فظاهر اللفظ أن الله استوى على العرش علا عليه، ولكن المبتدعة صرفوا اللفظ عن ظاهره وحرفوه وقالوا «استوى» بمعنى «استولى» وهذا تحريف بيّن لأنه ما دل عليه دليل، بل الدليل على خلافه وقد جمع الإمام ابن القيم في نونيته بين تحريف اليهود وتحريف الجهمية فقال أُمِرَ اليهود بأن يقولوا حطة فأبوا وقالوا حنطة لهوان وكذلك الجهمي قيل له استوى فأبى وزاد الحرف للنقصان نون اليهود ولام جهمي هما في وحي رب العرش زائدتان وقد كان المعتزلة يحرفون كثيرًا من النصوص، ومن ذلك قول الله تعالى «وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا» النساء حيث يقرؤون لفظ الجلالة بالنصب، لكي يوافق مذهبهم الباطل في نفي صفة الكلام لله عز وجل ومن لطائف الأجوبة العلمية المفحمة للرد عليهم أن أحد المعتزلة قال لأبي عمرو بن العلاء أحد القراء السبعة أريد أن تقرأ «وكلم الله موسى» بنصب اسم الله، ليكون موسى هو المتكلم لا الله فقال أبو عمرو هب أني قرأت هذه الآية كذا فكيف تصنع بقوله تعالى «وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ» الأعراف ؟ فبهت المعتزلي؟ النوع الثاني تحريف المعنى مع بقاء اللفظ على ما هو عليه
والمقصود به صرف اللفظ عن ظاهره، وما يفهمه كل عربي عن معناه، وهو الذي يسميه بعض المتأخرين بالتأويل، وهو أكثر خفاء من النوع الأول، وباب التأويل الفاسد وغير المستساغ باب عريض دخل منه الزنادقة لهدم الإسلام، حيث حرفوا النصوص وصرفوها عن معانيها الحقيقية، وحَمَّلُوها من المعاني ما يشتهون قال ابن أبي العز الحنفي «وبهذا تسلط المحرفون على النصوص، وقالوا نحن نتأول ما يخالف قولنا، فسموا التحريف تأويلاً، تزيينًا له وزخرفة، ليقبل وقد ذم الله الذين زخرفوا الباطل، قال الله تعالى «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ»» الأنعام ، والعبرة للمعاني لا للألفاظ فكم من باطل أقيم على دليل مزخرف عورض به دليل الحق ومن أمثلة التحريف تأويل المبتدعة لآيات الصفات كتفسير صفة الغضب بإرادة الانتقام وتفسيرهم الرحمة بإرادة الإنعام، وقولهم أن المراد باليدين النعمة أو القدرة، وكذلك تأويل الشفاعة والصراط والميزان، وعذاب القبر، ونحوها، وأسرف بعض القرامطة والباطنية ومن نحا نحوهم حينما جعلوا للقرآن ظاهرًا وباطنًا، فجعلوا الظاهر قرآن العامة، والباطن قرآن الخاصة قال ابن تيمية رحمه الله «التأويل المذموم هو تأويل أهل التحريف والبدع الذين يتأولونه على غير تأويله، ويدعون صرف اللفظ عن مدلوله إلى غير مدلوله بغير دليل يوجب ذلك» الفتاوى وقال أيضًا «هذا التأويل في كثير من المواضع أو أكثرها وعامتها من باب تحريف الكلم عن مواضعه، من جنس تأويلات القرامطة والباطنية، وهذا التأويل الذي اتفق سلف الأمة وأئمتها على ذمه، وصاحوا بأهله من أقطار الأرض ورموا في آثارهم بالشهب» الفتاوى قال ابن القيم رحمه الله عن خطورة التأويل «أصل خراب الدين والدنيا إنما هو من التأويل الذي لم يرده الله ورسوله بكلامه، ولا دليل على أن الله أراده، وهل اختلفت الأمم على أنبيائهم إلا بالتأويل؟ وهل أريقت دماء المسلمين في الفتنة إلا بالتأويل؟ وليس هذا مختصًا بدين الإسلام فقط بل سائر أديان الرسل لم تزل على الاستقامة والسداد حتى دخلها التأويل، فدخل عليها من الفساد ما لا يعمله إلا رب العباد» إعلام الموقعين علماء أنصار السنة يحذرون من خطورة التأويل الفاسد على المنهج يقول العلامة الشيخ عبد الرزاق عفيفي أحد علمائنا البارزين ، محذرًا من خطورة التأويل الفاسد على المنهج ولا يغترن إنسان بما آتاه الله من قوة في العقل وسعة في التفكير، وبسطة في العلم فيجعل عقله أصلاً، ونصوص الكتاب والسنة الثابتة فرعًا، فما وافق منها عقله قبله واتخذه دينًا، وما خالفه منها لوى به لسانه وحرفه عن موضعه، وأوله على غير تأويله إن لم يسعه إنكاره، وإلا رده ما وجد في ظنه إلى ذلك سبيلاً ثقة بعقله واطمئنانًا إلى القواعد التي أصلها بتفكيره واتهامه لرسول أو تحديدًا لمهمة رسالته وتضييقًا لدائرة ما يجب اتباعه فيه واتهامًا لثقاة الأمة وعدولها، وأئمة العلم، وأهل الأمانة الذين نقلوا إلينا نصوص الشريعة، ووصلت إلينا عن طريقهم قولاً وعملاً فإن في ذلك قلبًا للحقائق، وإهدارًا للإنصاف مع كونه ذريعة إلى تقويض دعائم الشريعة وإلى القضاء وعلى أصولها إذ طبائع الناس مختلفة واستعدادهم الفكري متفاوت وعقولهم متباينة، وقد تتسلط عليهم الأهواء، ويشوب تفكيرهم الأغراض، فلا يكادون يتفقون على شيء اللهم إلا ما كان من الحسيّات أو الضروريات فأي عقل من العقول يُجعل أصلاً يحكم في نصوص الشريعة فترد أو تنزل على مقتضاه فهماً وتأويلاً أعقل الخوارج في الخروج على الولاة، وإشاعة الفوضى وإباحة الدماء؟ أم عقل الجهمية في تأويل نصوص الأسماء والصفات وتحريفها عن موضعها وفي القول بالجبر؟ أم عقل المعتزلة ومن وافقهم في تأويل نصوص أسماء الله وصفاته ونصوص القضاء والقدر وإنكار رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة؟ أم عقل الغلاة في إثبات الأسماء والصفات، والغلاة في سلب المكلفين المشيئة والقدرة على الأعمال؟ أم عقل من قالوا بوحدة الوجود إلخ؟ ولقد أحسن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذ يقول «ثم المخالفون للكتاب والسنة، وسلف الأمة من المتأولين لهذا الباب في أمرٍ مريج، فإن من أنكر الرؤية يزعم أن العقل يحيلها، وأنه مضطر فيها إلى التأويل، ومن يحيل أن لله علمًا وقدرة، وأن يكون كلامه غير مخلوق ونحو ذلك يقول إن العقل أحال ذلك فاضطر إلى التأويل، بل من ينكر حقيقة حشر الأجساد والأكل والشرب الحقيقيين في الجنة يزعم أن العقل أحال ذلك وأنه مضطر إلى التأويل، ومن يزعم أن الله ليس فوق العرش يزعم أن العقل أحال ذلك وأنه مضطر إلى التأويل ويكفيك دليلاً على فساد قول هؤلاء أنه ليس لواحد منهم قاعدة مستمرة فيما يحيله العقل، بل منهم من يزعم أن العقل جوّز وأوجب ما يدعي الآخر أن العقل أحاله، فيا ليت شعري، بأي عقل يوزن الكتاب والسنة؟ فرضي الله عن الإمام مالك حيث قال أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد ؟ «مجموع الفتاوى» هذا وإن فريقًا ممن قدسوا عقولهم، وخدعتهم أنفسهم، واتهموا سنة نبيهم، قد أنكروا رفع الله نبيه عيسى ابن مريم إلى السماء حيًا بدنًا وروحًا، ونزوله آخر الزمان حكمًا عدلاً، لا لشيء سوى اتباع ما تشابه من الآيات دون ردها إلى المحكم منها، واتباعًا لما ظنوه دليلاً عقليًا، وهو ما هو إلا وهم وخيال، وردوا ما ثبت من سنة النبي نزولاً على ما أصلوه من أنفسهم من أن العقائد لا يستدل عليها بأحاديث الآحاد، واتهاماً لبعض الصحابة فيما نقلوا من الأحاديث، وفي ذلك جرأة على الثقات من أهل العلم والعرفان دون حجة أو برهان
يتبع | |
|
الناظر النقشبندى إدارى المنتدى
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 3363 مزاجك : تاريخ التسجيل : 24/01/2011 العمر : 55 الموقع : الطريقه النقشبنديه العمل/الترفيه : القراءه والأطلاع الصوفى
| موضوع: رد: التأويل بين أهل السنة والمبتدعة الثلاثاء فبراير 08, 2011 4:51 am | |
| شقلنا إن التأويل ليس مذمومًا كله، وعن تحريف النصوص عند المبتدعة، وذكرنا منه نوعين تحريف اللفظ، وتحريف المعنى مع بقاء اللفظ، وفي هذا العدد نكمل الحديث بعون الله تعالى عن النوع الثالث للتحريف؛ ألا وهو تحريف الأدلة عن مواضعها هذا النوع من التأويل من الأنواع الخفية جدًا، وقد يقع فيه كثير ممن يريد الخير وهو قليل البضاعة في العلم والفهم، كما أنه مدخل واسع لكثير من البدع، نسأل الله السلامة قال الإمام الشاطبي في الاعتصام في شرح هذا النوع من التحريف «يرد الدليل على مناط فيصرف عن ذلك المناط إلى أمر آخر موهمًا أن المناطين واحد، وهو من خفيات تحريف الكلم عن مواضعه، والعياذ بالله» ثم قال «وبيان ذلك أن الدليل الشرعي إذا اقتضى أمرًا في الجملة مما يتعلق بالعبادات مثلاً فأتى به المكلف في الجملة، كذكر الله والدعاء والنوافل المستحبات وما أشبهها مما يعلم من الشارع فيه التوسعة، كان الدليل عاضدًا لعمله من جهتين من جهة معناه، ومن جهة عمل السلف الصالح به، فإن أتى المكلف في ذلك الأمر بكيفية مخصوصة أو زمان مخصوص أو مكان مخصوص، أو مقارنًا لعبادة مخصوصة، والتزم ذلك بحيث صار متخيلاً أن الكيفية، أو الزمان، أو المكان، مقصود شرعًا من غير أن يدل الدليل عليه، كان الدليل بمعزل عن ذلك المعنى المستدل عليه» ثم يذكر الشاطبي مثالاً على ذلك فيقول «فإذا ندب الشرع مثلاً إلى ذكر الله فالتزم قوم الاجتماع عليه على لسان واحد وبصوت واحد، أو في وقت معلوم مخصوص من سائر الأوقات، ولم يكن في ندب الشرع ما يدل على هذا التخصيص الملتزم، بل فيه ما يدل على خلافه، لأن التزام الأمور غير اللازمة شرعًا شأنها أن تقيد التشريع، وخصوصًا مع من يقتدى به في مجامع الناس كالمساجد، فإنها إذا ظهرت هذا الظهور، ووضعت في المساجد كسائر الشعائر التي وضعها رسول الله في المساجد وما أشبهها كالأذان وصلاة العيدين والاستسقاء والكسوف فُهِم منها بلا شك أنها سنن، إذا لم تفهم منها الفرضية، فأحرى ألا يتناولها الدليل المستدل به، فصارت من هذه الجهة بدعًا محدثة بذلك» قَالَ أَبُو مُوسَى رضي الله عنه لابن مسعود رضي الله عنه يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلا خَيْرًا قَالَ فَمَا هُوَ ؟ فَقَالَ إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ، قَالَ رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلاةَ، فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصًى، فَيَقُولُ كَبِّرُوا مِائَةً فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُول ُ هَلِّلُوا مِائَةً فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً، وَيَقُولُ سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً، قَالَ فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ ؟ قَالَ مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ وَانْتِظَارَ أَمْرِكَ، قَالَ أَفَلا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ ؟ ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ، قَالَ فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ؛ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ هَؤُلاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ، وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلالَةٍ قَالُوا وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلا الْخَيْرَ، قَالَ وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدثنا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ السلسلة الصحيحة فهؤلاء أتوا بالذكر الشرعي، لكنْ صاحَبه صفة وهيئة وعدد ليس واردًا في الشرع، فاعتبره ابن مسعود رضي الله عنه افتتاح لباب ضلالة براءة أهل السنة من التحريف والتعطيل والتمثيل والتشبيه التعطيل بمعنى التخلية والترك ؛ كقوله تعالى «وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ» الحج ، أي مخلاة متروكة والمراد بالتعطيل إنكار ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات، سواء كان كليًا أو جزئيًا، وسواء كان ذلك بتحريف أو بجحود، هذا كله يسمى تعطيلاً فأهل السنة والجماعة لا يعطلون أي اسم من أسماء الله، أو أي صفة من صفات الله ولا يجحدونها، بل يقرون بها إقرارًا كاملاً فإن قلت ما الفرق بين التعطيل والتحريف ؟ قلنا التحريف في الدليل والتعطيل في المدلول؛ فمثلاً إذا قال قائل معنى قوله تعالى «بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ» المائدة ، أي بل قوتاه هذا محرف للدليل، ومعطل للمراد الصحيح ؛ لأن المراد اليد الحقيقية؛ فقد عطل المعنى المراد ؛ وأثبت معنى غير المراد، وإذا قال بل يداه مبسوطتان ؛ لا أدري أفوض الأمر إلى الله ؛ لا أثبت يدًا حقيقية، ولا يدًا محرفًا إليها اللفظ؛ نقول هذا معطل، وليس بمحرف؛ لأنه لم يغير معنى اللفظ، ولم يفسره بغير مراده، لكن عطل معناه الذي يراد به، وهو إثبات اليد لله عز وجل، وأهل السنة والجماعة يتبرءون من الطريقتين الطريقة الأولى التي هي تحريف اللفظ بتعطيل معناه الحقيقي المراد إلى المعنى غير المراد، والطريقة الثانية وهي طريقة أهل التفويض ؛ فهم لا يفوضون المعنى كما يقول المفوضة بل يقولون نحن نقول بل يداه ؛ أي يداه الحقيقيتان مبسوطتان، وهما غير القوة والنعمة فعقيدة أهل السنة والجماعة بريئة من التحريف والتعطيل، وبهذا نعرف ضلال أو كذب من قالوا إن طريقة السلف هي التفويض فالذين يقولون إن مذهب أهل السنة هو التفويض؛ أخطأوا ؛ لأن مذهب أهل السنة هو إثبات المعنى وتفويض الكيفية، وليعلم أن القول بالتفويض كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية من شر أقوال أهل البدع والإلحاد شرح الواسطية للشيخ ابن عثيمين أما التمثيل فهو كالتشبيه، وهو اعتقاد مشابهة الخالق بالمخلوقين، وتمثيل صفاته بصفاتهم، وهو ينقسم إلى قسمين الأول تشبيه المخلوق بالخالق، وذلك كتشبيه النصارى المسيح ابن مريم بالله، وكتشبيه اليهود عزيرًا بالله، وكتشبيه المشركين أصنامهم بالله، تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا الثاني كتشبيه المشبهة الذين يشبهون الله بخلقه، فيقولون له وجه كوجه المخلوق، ويد كيد المخلوق، وسمع كسمع المخلوق، ونحو ذلك، تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا براءة أهل السنة من تكييف صفات الله عز وجل التكييف هو أن تذكر كيفية الصفة، ولهذا تقول كيَّف يكيِّفُ تكييفًا، أي ذكر كيفية الصفة والفرق بين التكييف والتمثيل أن التكييف أن يعتقد أن صفاته تعالى على كيفية كذا، أو يسأل عنها بكيف، وأما التمثيل فهو اعتقاد أنها مثل صفات المخلوقين قال الشيخ خليل هراس رحمه الله وليس المراد من نفي التكييف نفي الكيف مطلقًا، فإن كل شيء لابد أن يكون على كيفية ما، وصفات الله عز وجل لها كيفية، ولكن لا تصل إليها عقولنا كما قال تعالى «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ» الشورى ، وقال تعالى «هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا» مريم ، ولكن المراد من نفي الكيف نفي علمنا بالكيف، إذ لا يعلم كيفية ذاته وصفاته عز وجل إلا هو سبحانه، ولما سئل إمام دار الهجرة عن قوله تعالى «الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى» طه ، قال الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة شرح الواسطية اعترافات علماء الكلام بذم التأويل الكلامي وشهد شاهد من أهلها، فقد أدان علماء الكلام أنفسهم وندموا على اشتغالهم بعلم الكلام وتبرءوا مما قالوا فمن ذلك قال الرازي في آخر حياته لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق القرآن، أقرأ في الإثبات «الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى»، و«إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ»، وأقرأ في النفي «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ»، و«وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا»، و«هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا»، ثم قال «من جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي» شرح العقيدة الطحاوية وقال أيضًا نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعى العالمين ضلال وأرواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا أذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا وقال أبو المعالي الجويني «لقد خضت البحر الخضم، وغصت في الذي نهوا عنه، كل ذلك في طلب الحق، وهربًا من التقليد، والآن فقد رجعت إلى الكلمة الحق بلطيف بره فأموت على دين العجائز، ويختم عاقبة أمري عند الرحيل بكلمة الإخلاص، فالويل لابن الجويني» وقال أيضًا يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو عرفتُ أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما اشتغلت به وقال أبو حامد الغزالي عفا الله عنه من أشد الناس غلوًا وإسرافًا طائفة من المتكلمين، كفَّروا عوام المسلمين، وزعموا أن من لا يعرف الكلام معرفتنا ولم يعرف العقائد الشرعية بأدلتها التي حررناها فهو كافر، فهؤلاء ضيقوا رحمة الله على عباده أولاً، وجعلوا الجنة وقفًا على شرذمة يسيرة من المتكلمين وقال أيضًا وأما الخلافيات التي أحدثت في العصور المتأخرة، وأبدع فيها من التحريرات والتصنيفات والمجادلات ما لم يعهد مثلها في السلف، فإياك أن تحوم حولها، واجتنبها اجتناب السم القاتل، فإنها الداء العضال واحترز من شياطين الإنس، فإنهم أراحوا شياطين الجن من التعب في الإغواء والإضلال وقال أيضًا في كتابه «إلجام العوام عن علم الكلام» «اعلم أن الحق الصريح الذي لا مراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف، أعني الصحابة والتابعين» ثم قال «إن البرهان الكلي على أن الحق في مذهب السلف وحده ينكشف بتسلم أربعة أصول مسلمة عند كل عاقل» ثم بينها فقال الأول من تلك الأصول أن النبي هو أعرف الخلق بصلاح أحوال العباد في دينهم ودنياهم الأصل الثاني أنه بلغ كما أوحي إليه ولم يكتم منه شيئًا الأصل الثالث أن أعرف الناس بمعاني كلام الله وأحراهم بالوقوف على أسراره هم أصحاب رسول الله الذين لازموه وحضروا التنزيل الأصل الرابع أن الصحابة رضي الله عنهم في طول عصرهم إلى آخر أعمارهم ما دعوا الخلق إلى التأويل، ولو كان التأويل من الدين أو علم الدين لأقبلوا عليه ودعوا إليه أولادهم وأهلهم ثم قال الغزالي «وبهذه الأصول الأربعة المسلمة عند كل مسلم نعلم بالقطع أن الحق ما قالوه والصواب ما رأوه» اهـ انظر أضواء البيان للشنقيطي، والمنتظم لابن الجوزي وبعد، فقد بان واتضح أن أساطين القول بالتأويل الكلامي الفلسفي قد اعترفوا بأن تأويلهم لا مستند له، وأن الحق هو اتباع منهج السلف، فلله الحمد والمنة وختامًا فعقيدة أنصار السنة في هذا الباب مصدرها القرآن والسنة على طريقة سلف الأمة، فنؤمن بكل ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله من غير تعطيل ولا تحريف، ومن غير تكييف ولا تمثيل، وليس العقل وعلم الكلام والفلسفة مصدرًا في معرفة ذلك، ولا يجوز تشبيه الله بخلقه ولا تعطيل صفة من صفاته سبحانه، قال الله تعالى «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ»، وقال تعالى «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»، والكف عن التأويل في هذا الباب هو إجماع السلف لا تجوز مخالفته إذ إجماعهم حجة على من بعدهم، وطريقتهم أسلم وأعلم وأحكم والتأويل بدعة وليس من عقيدة أهل السنة والجماعة والكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فكما أن إثبات ذات الرب إثبات وجود، لا إثبات تكييف، فكذلك إثبات الصفات إثبات وجود لا إثبات تكييف، والسلف يثبتون الصفة دالة على معناها، مع تفويض الكيفية إلى الله تعالى، فتفويض السلف تفويض كيف لا تفويض معنى، ومن نسب إليهم تفويض المعنى وأن آيات الصفات من المتشابه بمعنى أنه لا يعلم معناها بالكلية، وأن ظاهرها غير مراد فقد جمع بين التعطيل والجهل بعقيدة السلف فالخير كل الخير في اتباع من سلف، والشر كل الشر في ابتداع من خلف وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين | |
|
الناظر النقشبندى إدارى المنتدى
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 3363 مزاجك : تاريخ التسجيل : 24/01/2011 العمر : 55 الموقع : الطريقه النقشبنديه العمل/الترفيه : القراءه والأطلاع الصوفى
| موضوع: رد: التأويل بين أهل السنة والمبتدعة الثلاثاء فبراير 08, 2011 4:53 am | |
| حين تكون الأشعرية والسلفية وجهين لعملة واحدة
سيد ولد عيسى
من المعلوم أن موريتانيا بلد مسلم سُني أشعري مالكي؛ إلا أن الذي يجهله الكثيرون أن "العقيدة" الأشعرية في موريتانيا - أو عند بعض أعلامها؛ حتى لا نعمم - ليستْ على المعنى المعروف للعقيدة الأشعرية والشائع في بلدان كثيرة غيرها؛ إذ إن كثيرًا من علماء موريتانيا يُقدّمون العقيدة السلفية عقيدةً لهم في عِزِّ دفاعهم عن الأشعرية، أو في توضيح عقائدهم باعتبارها أشعريَّة.
هذا ما لاحظتُه في كثير من الأعلام الموريتانيين وأنا أقرأ ما كتبوا عن أنفسهم في مجال العقيدة، أو ما روّجُوه عن مجتمعاتهم في هذا المجال، وسأسرد على ذلك ثلاثة أمثلة متقاربة في الفكر والمنهج والجغرافيا: المثال الأول: الإمام أحمد بن أحمذيه: وهو أحد العلماء المشهورين والدُّعاة المصلحين، وأحد مشايخ الشيخ بداه ولد البوصيري - رحمهما الله تعالى - يقول:
أَشْهَدُ أَنَّ وَجْهَهُ تَعَالَى*** لَمْ يَكُ كَالْوُجُوهِ لا وَلا لا وَهَكَذَا اليَدُ وَهَكَذَا القَدَمْ *** فَكُلُّ ذَا إِيمَانُنَا بِهِ انْحَتَمْ وَالْغَيْرُ زَيْغٌ مُشْبِهٌ مُضلِّلُ*** مُؤَوِّلٌ مُنْحَرِفٌ مُعَطِّلُ هَذِي عَقِيدَةُ الْقُرُونِ وَالسَّلَفْ*** وَلَسْتُ أَنْحُو لِلَّذِي يَنْحُو الخَلَفْ إِذْ أَوَّلُوا الوَجْهَ بِذَاتٍ وَاليَدَا*** بِقُدْرَةٍ وَلَوْ يَكُونُ أُيّدَا[1]
فرأيُ الشيخ هنا في تأويل الأشاعرة واضح صريح، لا يحتاج إلى بيان، وعقيدته سلفية صرْفة، ومع ذلك لا وجود لأي نسبة له للسلفية، وإنما اشتهر بين أقرانِه ومعاصريه عبر عمره الطويل (94 سنة) بأنه أشعري[2].
المثال الثاني: الشيخ أحمد بن فتى:
وهو تلميذ للسابق، وممن اشتهروا بالمحافظة على الأشعرية والدفاع عنها في هذه البلاد يقول:
لَسْتُ بِجَبْرِيٍّ وَلا بِقَدَرِي *** وَلاَ مُشَبِّهٍ وَلَكِنْ أَشْعَرِي
ويقول في تبيين شيوخه في العقيدة:
وَقَدْ أَخَذْتُ عَنْ شُيُوخٍ عِدَّهْ *** عَقَائِدَ التَّوْحِيدِ أَخْشَى ضِدَّهْ
أَوَّلُهُمْ شَيْخِي مُحَمَّدُ الخِضَمّْ ***وَعِلْمُهُ بِعَابِدِ الرَّحْمَنِ تَمّْ
ثم يسرد باقي شيوخه، وكلهم أشاعرة.
ويقول في إحدى قصائده:
وَثَمَّ عَقَائِدُ السُّنِّيِّ تَمَّتْ *** كَعَقْدِ الأَشْعَرِيِّ وَتَابِعِيهِ خَلَتْ مِنْ كُلِّ تَعْطِيلٍ وَكُفْرٍ *** وَنَزَّهَتِ الإِلَهَ عَنِ الشَّبِيهِ
فهو هنا ينبه إلى أن "أشعريته" لا تمنعه من الانتباه لما في التأويل من إيهام "التعطيل"، وإن كان لم يصرح بما صرح به شيخه، فإيحاؤه يعني أنه كان على علم بالأمر.
المثال الثالث: الشيخ محمدُ عيسى بن أحذيه:
وهو ما زال حيًّا - ولله الحمد - وقد لقي الشيخين السابقين، وأخذ عن الأخير قطعًا، ولا أدري هل أخذ عن الأول، وقد أعلن في بداية نظمه في الفقه أنه أشعري، ولكن حين يتكلم في العقيدة في بابها في النظم يقول بعد أن رفض تأويل المتشابه، وأقرَّ التفْويض فيه:
وَمَالِكٌ عَنِ اسْتِوَاءٍ إِذْ سُئِلْ *** فَقَالَ مَعْلُومٌ وَكَيْفُهُ جُهِلْ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَهُو سُفْيَانُ *** بَيَّنَ ذَا وَحَبَّذَا التِّبْيَانُ إِنَّ العُقُولَ كُلَّهَا بِمَعْزِلِ *** عَنْ دَرْكِهَا حَقِيقَةَ الرَّبِّ العَلِي
وقال بعد ذلك:
هَذَا كَلامُ أَحْمَدٍ وَالشَّافِعِي *** لاَ كَكَلاَمِ زَائِغٍ مُبْتَدِعِ
وقال:
هَذَا كَلامُ الوَارِثِينَ الرُّسُلا *** اقْبَلْهُ إِنْ شِئْتَ وَإِنْ شِئْتَ فَلا
وواضح أنه جعل الخروج عن التفويض في الكيف؛ لقول مالك: والكيف مجهول - نوعًا من الابتداع، مع أنه قدَّم أنه أشْعري[3].
كل هذه الأمثلة توحي بأن هناك فهمًا لمعنى الأشعرية جاء (ربما) مع المرابط: أحمد بن أحمذيه، وربما قبله، المهم أنه منهج في فَهم العقيدة على طريق السلَف الصالح واضح وعملي[4].
والذي يميز هؤلاء النفر هو: • أنهم من بيئة واحدة، إن لَم أقل: من أسرة واحدة، "ذرية بعضها من بعض"، (وتربط كلاًّ منهم بالآخر وشائج نسب وقُرْبى). • أن هذا الطريق من التدريس لَم يجلب لهم مشاكل من المجتمع، وعرف المجتمع به العقيدة في بهائها ونقائها دون مشاكل. • أنهم بتسلسلهم الزمني والعلمي يعبّرون عن امتداد لمدرسة واحدة[5]. • أن تواترهم على هذا يوحي أن هذه المدرسة آتت أكلها، وتجنبت الصدام والصراع.
وأخيرًا: جعلتني هذه الملاحظة عن هؤلاء أتساءل في أشعرية أهل موريتانيا، أو على الأقل في أشعرية كثير منهم؛ إذ ليست العقائد بالمولد والبيئة، وإنما بالتعلم والتعليم.
ـــــــــــــــــــــــ [1] وهذا إشارة ورَدٌّ لما قاله المقري - رحمه الله -:
وَكُلَّمَا أَوْهَمَ غَيْرَ اللاَّئِقِ *** بِاللهِ كَالتَّشْبِيهِ بِالخَلائِقِ
فَاصْرِفْهُ عَنْ ظَاهِرِهِ إِجْمَاعَا *** وَاقْطَعْ عَنِ المُمْتَنِعِ الأَطْمَاعَا
[2] ونحن لم نقفْ للرجل على رأيٍ صريح في الموضوع؛ إذ خالف التقليد المتبع في تبيين العقيدة في مقدمات التآليف (كما هو شائع في موريتانيا في تلك الفترة)، فلم يذكر عقيدته في مقدمة كتابه "مراقي الأواه إلى تدبر كتاب الله"، وجاء بباقي التقاليد الأخرى مما يطرح أكثر من سؤال: هل كان الشيخ يعتقد عقيدة السلف، ويرَى ترْجيحها على عقيدة الأشاعرة، ولم يرد تبيينها؛ لئلا تكون فتنة؟ أم أنه لم يرد الحسْم في الموضوع؟ أو لم يرَ هذا التقليد جديرًا بالاتباع؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها، لكن هناك مانعٌ من كونه ترك تبيين عقيدته خوفًا أو مجاملة أو خوف الفتنة والإغراب؛ إذ كان رأيه في التصوُّف واضحًا، فهو يقبله كاسم، ولكنه يرفُض مضمونه المعاصر له؛ لكثْرة البدَع فيه، يقول في "مراقي الأواه":
لَكِنَّمَا طَرِيقَةُ التَّصَوُّفِ *** دَخَلَهَا نَوْعٌ مِنَ التَّكَلُّفِ وَمِنْ دَعَاوَى كَاذِبَاتٍ وَبِدَعْ *** مُخَالَفَاتٌ لِلَّذِي اللهُ شَرَعْ فَلَيْسَتِ اليَوْمَ عَلَى مِثَالِ مَا *** كَانَتْ عَلَيْهِ عِنْدَ مَاضِي القُدَمَا فَشَيْخُكَ الَّذْ فِيهِ لا تَرْتَابُ *** حَدِيثُ خَيْرِ الخَلْقِ وَالْكِتَابُ يُلَقِّنَانِ كُلَّ خَيْرٍ فَاقْبَلِ *** تَلْقِينَ خَيْرِ مُرْسَلٍ وَمُرْسِلِ
فمع هذا الحسم في موضوع بقوة التصوف الواسع الانتشار في تلك الفترة، لا يمكن أن نقول: إن المانع للشيخ من الحسم هو خوف الفتنة؛ إذْ لَم يخفها في هذا، واعتبر ذريعة سدها هنا من الذرائع الملغاة. وشخصيًّا أرى أنه أراد أن يؤسس لمبدأ سُني سلفي دون تسميته بهذا الاسم، وإنما بالعمل الواقعي كدعوته لإصلاح التصوف وبيانه لمخالفته للأشعري في العقيدة... [أنا شخصيا لا أرى أنه و من مثله خالف الأشعري بل هذا ما ذهب إليه الأشعري ]
إلخ. [3] وأذكر أنني جئتُه - حفظه الله - وأنا صغير، أريد أن أدرس منظومة ابن عاشر في الفقه، وكانت بدايتها في العقيدة، وكان الموريتانيون يدرسونها لأولادهم بشكلٍ كبير، فلما بدأتُ أقرأ ما يتعلَّق بالعقيدة جلس وقال لي: اقرأ من قوله: "فصل وتحصل الطهارة بما"، قلتُ له: ليس فيما هو أمامي، فأخذ مني الكتاب وفتح لي الباب المذكور، وقال لي: ألست تؤمن بأن الله واحد لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن القرآن حق، وما قاله النبي حق... إلخ؟ قلت: نعم، قال: وتعرف سورة الإخلاص؟ قلت: نعم، قال: تلك عقيدتك، وهذا لا يعْنيك. وغرضي من هذا الاستشهاد أنه منعني من أمر معروف وشائع؛ لأنه لا يرى جدوى في دراسة "اللولميات" - إن صح التعبير - ولقد أدركت صعوبة وغموضَ ما كنت سأقرأ فيما بعد حين كبرت وقرأت عقيدة السلف بنقائها وجمالها وعقائد "أهل الكلام" بمختلف طوائفهم - فجزاه الله عني خيرًا. [4] طبعًا هناك كثر غير هؤلاء درسوا العقيدة على منهج السلَف، وانتقدوا تدريس عقيدة الأشْعري بشكْلها التعْقيدي الكلامي، وواجَهوا في ذلك صعوبات جَمَّة، وأذْكر منهم على سبيل المثال: لمجيدري ولد حبلل، والشيخ بابة ولد الشيخ سيديا، والشيخ بداه ولد البوصيري، والشيخ محمد سالم ولد عدود - رحم الله الجميع. [5] توفي الإمام أحمد بن أحمذيه سنة في شوال سنة: 1387هـ، الموافق: 1967م عن أربع وتسعين سنة، وتوفي الشيخ أحمدُ بن فتى سنة 1407هـ، الموافق: 1987م عن ثلاث وستين سنة، وأما الشيخ محمدُ عيسى بن أحمذيه - حفظه الله - فمن مواليد: 1942م تقريبًا يتبع | |
|
الناظر النقشبندى إدارى المنتدى
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 3363 مزاجك : تاريخ التسجيل : 24/01/2011 العمر : 55 الموقع : الطريقه النقشبنديه العمل/الترفيه : القراءه والأطلاع الصوفى
| موضوع: رد: التأويل بين أهل السنة والمبتدعة الثلاثاء فبراير 08, 2011 4:54 am | |
| من أقوال الأئمة الأعلام فى الأسماء والصفات فى الكلام على الاستواء ( ثم استوى على العرش...الأعراف/54) (الرحمن على العرش استوى...طه/5 ) قول الإمام مالك : الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال بدعة(وانتبه إلى كلمة "والسؤال بدعة" ) استوى بمعنى علا . وهذا قول مجاهد .. تلميذ حبر الأمة عبد الله بن عباس رضى الله عنهما .. رواه الإمام البخاري فى كتاب التوحيد من جامعه الصحيح والإمام على رضى الله عنه يقول: إن الله خلق العرش إظهاراً لقدرته لا مكاناً لذاته وقد كان ولامكان وهو الآن علي ماكان ..والدلالة من الأسماء الحسنى العلّي مذهب الأئمة الكبار فى الصفات خارج الأسماء الحسنى (أمروها كما جاءت وأن الظاهر غير مراد) فأما الإمام الشافعي فيقول : آمنا بالله وبما جاء عن الله على مراد الله و آمنا برسول الله و بما قال رسول الله علي مراد رسول الله أما كلام الإمام أحمد فيقول لا كيف ولا معنى
وفى مسألة الكلام عن الصفات التي خارج الأسماء الحسنى عصر الأئمة الكبار كمالك وغيره سكت الصحابة رضى الله عنهم وسكت التابعون وتابعو التابعين عن هذه الصفات وكذلك الأئمة الكبار كمالك والشافعي وأحمد عن الكلام فيها تماما وكان قولهم طول الوقت( أمروها كما جاءت) .ومنهم من ثبت عنه التأويل لبعضها بأحاديث أُخرى. فأمام قول الله عز وجل ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا .....إلى قوله.. إنك أنت الوهاب..آل عمران7-8 ) ونرى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى الحديث المتفق عليه( إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله ) فتوافق سكوتهم مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واَله وسلم على أن ما سكتوا عنه هو( المتشابه) ً على الظاهر كما يدعى بعض أصحاب المذهب الآن والذي سكتوا عنه هو: الكلام عن اليدين والقدم والأصابع والنزول وغيرها من الصفات التي خارج الأسماء الحسنى .. فتوافق كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإجماع العلماء من القرون الخيرية بالسكوت عن المتشابه ، فالذي تكلم بالمتشابه خالف الكتاب والسنة بفهم القرون الثلاثة الأولى وكسر إجماعهم ، وأن الظاهر غير مراد حتى نقل عنهم العلامّة أبن كثير في تفسير "ثم استوى على العرش" سورة الأعراف/54 بقوله وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعى والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهوية وغيرهم من أئمة المسلمين وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولاتشبيه ولاتعطيل و الظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفى عن الله تبارك وتعالى فإن الله لا يشبهه شئ من خلقه وليس كمثله شئ (وهو السميع البصير) ج2 ص220، ووضع (وهو السميع البصير) بين قوسين ونقلتها كماهى هذه مسألة أولى ابتداءً بدلالة القرآن والسنة وعلماء الأمة في قرون الخيرية الثلاثة التي لها المرجع في الفهم . وفي شرح الإمام النووى6/37 مذهب جمهور السلف على أنها حق على ما يليق بالله وأن ظاهرها المتعارف غير مراد ولا يتكلم في تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق والمذهب الثاني التأويل وهو قول مالك والأوزاعى وبعض السلف ..وأقول أما المذهب القائل على الظاهر مع نفى الكيفية فبدعة لم يقل به أحد من الأئمة الكبار
في الرد علي من أثبت الفوقية
لقد سأل رسول الله الجارية أين الله قالت فى السماء ، وهذا حق وأقرها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال الإمام أحمد : لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ، وعلى ذلك قول أبى جعفر الطحاوى وأئمة أهل السنة بعدم إثبات الجهة وليس معنى عدم إثبات الجهة معناه الحلول فى كل مكان .. الفرق بين قول الجهمية ( فى كل مكان) وبين قول أهل السـنة لا يحويه مكان قول الشيخ عبد الله زايد تعليقا على المسألة : ومن العجب أن أهل هذا المذهب فى الزمان الذي نحياه الآن مازالوا يقولون بهذا وقد أظهر الله لنا بالعلوم الحديثة كروية الأرض والسماء محيطة بنا من كل الجهات الست والزمن ناشئ من دوران الأرض فقط لاغير ويقول أئمة أهل السنة الكبار "لا يحويه مكان ولا يجرى عليه زمان"وهم يقولون الآن السماء فى جهة الفوقية ويجرى عليه زمان!!!فإنها لا تعمى الأبصار ولكنها تعمى القلوب التي فى الصدور.وأنالا أقول بالعلم الحديث إلا إذا كان موافقاً للنص
في مسألة النزول حديث النزول على الظاهر ينزل ربنا تبارك وتعالى حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا قال الإمام مالك والأوزاعى ينزل ملك كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعل أتباعه بأمره استدلالاً بالحديث الذي رواه الإمام النسائي وغيره وهذا ما نقله عنه ابن عبد البر والإمام النووي وابن حجر ، وقال الإمام أحمد فى ذلك : لاكيف ولامعنى (فهو لا يقول بكيف ولا يقول فيه بمعنى للحديث) ، وقال الإمام الشافعي على مراد رسول الله ،(وهذا يسمى تفويضاً وليس إثباتاً علي الظاهر مع نفى الكيفية) وقال يحيى بن معين لاتحد فيه ولاتصفه وفى الاعتقاد للبيهقى3/ 452قال حنبل بن إسحاق سألت أبا عبد الله (أحمد بن حنبل)عن الأحاديث التي تُروى عن النبي إن الله ينزل فقال أبوعبدالله نؤمن بها ونصدق بها ولا نردعن رسول الله شيئاً منها إذا كانت أسانيد صحاح قلت لأبى عبد الله: ينزل الله إلى السماء نزوله بعلمه بماذا؟ فقال لي أسكت عن هذا، مالك ولهذا أمض الحديث على ماروى بلا كيف ولاحد إنما جاءت الآثار وبما جاء به الكتاب قال الله فلا تضربوا لله الأمثال...النحل/74 ينزل كيف يشاء بعلمه وقدرته وعظمته أحاط بكل شىءعلما لا يبلغ قدره واصف ولا ينأى عنه هرب هارب، وقال الفضيل أمنت برب يفعل ما يشاء،وفى نفس المصدر 1/ 118سمعت سفيان بن عيينة قال كل ما وصف الله من نفسه فى كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت، وفى كلام الربيع بن سليمان عن الشافعي لا يقال للأصيل لمَّ وكيف ؟ وبوّب الإمام البخاري على الحديث بقوله( باب فضل الصلاة والدعاء من آخر الليل).كل الأئمة يردون العلم لله ولا يتكلمون وكذلك الأئمة الكبار عدا أهل البدع في هذه المسألة وأولهم ابن خزيمه المولود 223.
بعض أقوال هؤلاء الأئمة وفهمهم لذلك الأمر ، فقد قال الإمام البيهقى في شعب الإيمان في 1/115 بعد نفى المثلية للمولى عز وجل مع خلقه من كل الوجوه قال الشيخ : وجماع ذلك أنه ليس بجوهر ولا عرض فقد انتفى التشبيه لأنه ؛ لو كان عرضاً أو جوهراً لجاز عليه ما يجوز على سائر الجواهر والأعراض من حيث إنها جواهر كالتأليف والتجسيم وشغل الأمكنة والحركة والسكون ولا ما يجوز على الأعراض من حيث أنها أعراض كالحدوث وعدم البقاء .. انتهى وفى مسند الربيع بن حبيب الأزدى نقل كلام ابن عمر فى حديث الصخرة فارتعد ابن عمر فرقاً وصعقاً حيث وصف الله بالزوال والانتقال قال ابن عمر هذا من كلام اليهود ( ج1 صـ 338 ) وفى المحلى عند ابن حزم ج1ص30 قال عن النزول : فعل يفعله الله من قبول الدعاء فى هذه الأوقات ولا حركة لأن الحركة من صفات المخلوقين حاشا لله تعالى منها . فى عون المعبود ج4صـ 140 عن أبى محمد المزني بكلامه فى حديث النزول والمجيء والإتيان قال:المجيء والإتيان صفتان منفيتان عن طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال..(وهذا نفى للظاهر) وذكر أبو بكر البيهقى في شعب الإيمان ج3 صـ 380 في حديث النزول في ليلة النصف من شعبان عن الإمام أحمد وهذا النزول المراد به والله أعلم فعلُ سماه الرسول نزولاً أو نزولَ ملكٍ. وقال ابن حجر في فتح الباري ج11 صـ 129 في رواية عن الدار قطني وقال أيضاً النزول محال على الله لان حقيقته الحركة من جهة العلو إلى أسفل وقد دلت البراهين القاطعة على تنزيهه عن ذلك فليتأول بأن المراد نزول ملك الرحمة ونحوه أو يُفوَّض مع اعتقاد التنزيه.. وفى الاعتقاد للبيهقى ج1 صـ 116 بعد ذكر المجيء و الإتيان والنزول وخلافه قال رحمه الله ؛ وهذا صحيح رواه جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم أحد من الصحابة فى تأويله والتابعون على قسمين ؛ منهم من قبله وآمن به ولم يأوله ووكل علمه إلى الله ونفى الكيفية والتشبيه ، ومنهم من قبل وآمن به على وجه يصح استعماله في اللغة ولا يناقض التوحيد .. انتهى
من أقوال الأئمة الأعلام فى الأسماء والصفات
منهج الدكتور يوسف القرضاوي في العقيدة
رأي الشيخ في آيات الصفات وأحاديثها
وللعلم فإن الشيخ في مسألة آيات الصفات يرى ترجيح مذهب السلف على رأي الخلف‚ وهو في هذا موافق لشيخه البنا رحمه الله‚ يقول القرضاوي: وأنا أرجح رأي السلف ـ وهو ترك الخوض في لجج التأويل‚ مع تأكيد التنزيه ـ فيما يتعلق بشؤون الألوهية وعوالم الغيب والآخرة‚ فهو المنهج الأسلم‚ إلا ما أوجبته ضرورة الشرع أو العقل أو الحس‚ في إطار ما تحتمه الألفاظ‚
هذا كلام الشيخ الذي ردده في كثير من كتبه‚ ولكنه أفصح عن أمر آخر أكثر إيضاحا لموقفه من قضية الصفات في كتابه: «فصول في العقيدة بين السلف والخلف» (تحت الطبع) وسأنقل هنا موقف الشيخ ‚ يقول الشيخ حفظه الله:
أود أن أبوح بسر للقارئ الكريم‚ فقد كنت كوّنت رأيا منذ سنوات في موضوعنا هذا‚ وهو ما يتعلق بما سموه: (آيات الصفات) أو (أحاديث الصفات).
ويتلخص هذا الرأي أو هذا الموقف في ترجيح المذهب المشهور عن السلف رضي الله عنهم‚ وهو: السكوت وعدم الخوض أو التفويض.
ولكني بعد أن عشت في الموضوع منذ سنوات‚ ثم عكفت عليه في السنتين الأخيرتين‚ وتوسعت في القراءة والدراسة والبحث والمقارنة بين أقوال المدارس المختلفة من المتكلمين والأثريين‚ أو السلف والخلف‚ أو الحنابلة وغيرهم‚من المثبتين والمفوضين والمؤولين‚ من مبالغين ومعتدلين في كل فريق: اتضح لي بعد ذلك أمور لم تكن واضحة عندي من قبل بالقدر الكافي‚ ورأيت أن من التبسيط المخل: أن نسكت ونغلق أفواهنا عن الكلام في الموضوع‚ ونحسب أن القضية قد حسمت بذلك.
فالحق أن النصوص الواردة في الموضوع ليست كلها في مستوى واحد‚ لا من حيث ثبوتها‚ ولا من حيث دلالتها‚ كما أن المروي عن السلف في هذا الأمر ليس كله ذا مفهوم واحد أو نسق واحد.
فما خلاصة الموقف من هذه القضية التي طال فيها الجدال‚ واستحال إلى صراع ونزال‚ أو حراب وقتال؟
أولا: النصوص التي تضيف إلى الله تعالى صفات هي في البشر انفعالات نفسية‚ مثل: الرحمة والرضا والغضب‚ والمحبة والكراهية‚ والفرح والغيرة‚ والعجب ونحوها‚ وقد ثبتت بآيات القرآن العزيز‚ أو بالسنة الصحيحة: نثبت هذه الصفات لله سبحانه وتعالى‚ كما أثبتها لنفسه‚ في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم‚ ونحن مطمئنون كل الاطمئنان‚ ولا نلتمس لها تأويلا‚ إذ لا حاجة إليه‚ ولا نتوقف فيها‚ لأنها بيّنة واضحة المعنى‚ وهذا هو مذهب السلف فيها.
فلا داعي لأن نقول: المراد بالرضا: إرادة الإنعام‚ أو الإنعام نفسه‚ أو بالغضب: إرادة الانتقام‚أو الانتقام ذاته‚ أو بالمحبة: إرادة الثواب‚ أو الثواب نفسه‚ لنردّ كل هذه الصفات إلى صفة الإرادة أو صفة القدرة‚ كما يفعل كثير من المتكلمين.
ثانيا: النصوص التي تثبت الفوقية والعلو لله تعالى‚ نثبتها كما أثبتها الله تعالى لنفسه‚ لما جاءت به النصوص الغزيرة الوفيرة في القرآن والسنة‚ مثل قوله تعالى: «أأمنتم من في السماء» «بل رفعه الله إليه» والأحاديث الكثيرة التي ذكرت أن الله في السماء‚ أو فوق سبع سماوات: مثل: «يرحمكم من في السماء».
كل هذه النصوص نثبت ما دلت عليه من وصف لله تعالى‚ ولكنا نفسر هذا الإثبات بما فسره به المحققون من علماء المنهج السلفي‚ لا بما يفهمه السطحيون من الحشوية الظاهرية‚ وبعض غلاة الحنابلة.
ثالثا: النصوص التي يوحي ظاهرها بإفادة التجسيم والتركيب‚ لله عز وجل مثل النصوص التي تثبت لله تعالى: الوجه واليد واليدين والعين والعينين والقدم والرجل والساق والأصابع والأنامل والساعد والذراع و الحقو والجنب‚ ونحوها‚ مما هو في المخلوق أعضاء وجوارح في الجسم‚ فهذه النصوص يرجح تأويلها إذا كان التأويل قريبا غير بعيد‚ مقبولا غير متكلف‚ جاريا على ما يقتضيه لسان العرب وخطابهم‚ وهذا التأويل ليس واجبا‚ ولكنه أحق وأولى من الإثبات الذي قد يوهم إثبات المحال لله تعالى‚ ومن السكوت والتوقف‚ ومن التأويل البعيد.
وهذا التأويل ليس لازما‚ فمن لم يسترح إليه يستطيع أن يفوض في هذه النصوص‚ كما فوض كثيرون من السلف والخلف أو أن يثبت بلا كيف ‚ كما يرى شيخ الإسلام ابن تيمية ومدرسته: لزوم الإثبات بلا تكييف ولا تعطيل‚ ولا تشبيه ولا تمثيل.
وموقفنا هذا الذي اخترناه من جواز التأويل إن كان قريبا مقبولا‚ كما قال ابن عبد السلام وابن دقيق العيد‚ أو اختيار مذهب السلف إن كان التأويل غير قريب ولا مستساغ‚ سواء فسرنا مذهب السلف بالسكوت والتفويض أم فسرناه بالإثبات بلا تكييف.
هذا الموقف قد اختاره الأئمة المعتدلون المرضيون عند جمهور الأمة‚ مثل الإمام أبي سليمان الخطابي‚ والإمام أبي بكر البيهقي‚ والإمام أبي زكريا النووي‚ والإمام ابن كثير‚ والحافظ بن حجر‚ وغيرهم يتبع | |
|
الناظر النقشبندى إدارى المنتدى
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 3363 مزاجك : تاريخ التسجيل : 24/01/2011 العمر : 55 الموقع : الطريقه النقشبنديه العمل/الترفيه : القراءه والأطلاع الصوفى
| موضوع: رد: التأويل بين أهل السنة والمبتدعة الثلاثاء فبراير 08, 2011 4:56 am | |
| [size=18] [center][size=21]تأويل سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى يوم يكشف عن ساق فقال رضي الله عنه : " يكشف عن شدة " فأول الساق بالشدة ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري (428/13) والحافظ ابن جرير الطبري في تفسيره ( 29 / 38 ) وقال: " قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل يبدو عن أمر شديد " وقد نقل الحافظ ابن جرير في تفسيره ( 7/27) تأويل لفظة ( أيد ) الواردة في قوله تعالى" والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون" بالقوة عن ابن عباس رضي الله عنهما وأيضا عن جماعة من أئمة
السلف منهم مجاهد وقتادة ومنصور وابن زيد وسفيان
نقل الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " ( 10 / 327 ) فقال : " روى البيهقي أن أحمد بن حنبل تأول قول الله تعالى : ( وجاء ربك ) أنه : جاء ثوابه . . ثم قال البيهقي : وهذا إسناد لا غبار عليه
نقل الحافظ البيهقي في " الاسماء والصفات " ص ( 470 ) عن البخاري أنه قال "معنى الضحك الرحمة" أول الحافظ ابن حبان في صحيحه ( 1 / 502 ) حديث حتى يضع الرب قدمه فيها أي جهنم فقال : " هذا الخبر من الاخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة ، وذلك أن يوم القيامة يلقى في النار من
الامم والامكنة التي يعصى الله عليها ، فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلا موضعا من الكفار والامكنة في النار فتمتلئ ، فتقول : قط قط ، تريد : حسبي حسبي ، لان العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع
وذكر الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 8 / 105 ): " قال ابن عدي : حدثنا محمد بن هارون بن حسان ، حدثنا صالح بن أيوب حدثنا حبيب بن أبي حبيب حدثني مالك قال "يتنزل ربنا تبارك وتعالى أمره ، فأما هو فدائم لا يزول " قال صالح : فذكرت ذلك ليحيى بن بكير ، فقال حسن والله ، ولم أسمعه من مالك
ذكر الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 7 / 274 ) في ترجمة سيد الحفاظ في زمانه الامام الثوري أن معدان سأل الامام الثوري عن قوله تعالى : ( وهو معكم أينما كنتم ) قال : بعلمه
أول ابن عباس النسيان الوارد في قوله تعالى {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} بالترك ، كما في تفسير الحافظ الطبري مجلد 5 / جزء 8 / ص 201. حيث قال ابن جرير "أي ففي هذا اليوم، وذلك يوم القيامة ننساهم، يقول نتركهم في العذاب"
أول ابن عباس رضي الله عنهما للكرسي بالعلم فقد جاء في تفسير الطبري (3 / 7) عند تفسيره لآية الكرسي ما نصّه "اختلف أهل التأويل في معنى الكرسي الذي أخبر الله تعالى ذكره في هذه الآية أنه وسع السموات والأرض، فقال بعضهم: هو علم الله تعالى ذكره.. وأما الذي يدُلُّ على ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير أنه قال: هو علمه
جاء في تفسير النسفي رحمه الله تعالى (378/4) عند قوله تعالى وجاء ربك والمَلَك صفّاً صفًّا قول ابن عباس رضي الله عنهما "هذا تمثيل لظهور آيات اقتداره وتبيين آثار قهره وسلطانه
فإن واحداً من الملوك إذا حضر بنفسه ظهر بحضوره من آثار الهيبة ما لا يظهر بحضور عساكره وخواصّه"
تأويل الحسن البصري رضي الله عنه لقوله تعالى "وجاء ربك" جاء أمره وقضاؤه تفسير البغوي 4 / 454. ونقل الإمام القرطبي في تفسيره القرطبي (55/20) نحو هذا عن الحسن البصري، وقال هناك نقلاً عن بعض الأئمة ما نصّه "جعل مجيء الآيات مجيئاً له تفخيماً لشأن تلك الآيات" ومنه قوله تعالى في الحديث "يا ابن آدم مرضت فلم تعدني.. واستسقيتك فلم تسقني.. واستطعمتك فلم تطعمني ".. والله جلّ ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان، وأنّى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشيء فوْتَ الأوقات، ومن فاته شيء فهو عاجز"
تأويل الإمام البخاري للفظ الوجه فقد قال الإمام البخاري رحمه الله في تفسير قوله تعالى {كلّ شئ هالك إلا وجهه} إلا ملكه، ويقال: إلا ماأريد به وجـه الله صحيح البخاري كتاب التفسير سـورة القصص، فتح البـاري (364/
وقال الضحاك وأبو عبيدة في قوله تعالى {كلُّ شـئ هالك إلا وجهه} أي إلا هو دفع شبه التشبيه ص 113
أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الوجه في قوله تعالى {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} قال رضي الله عنه "الوجه عبارة عنه". وقال القرطبي في تفسيره 17 / 165 أي ويبقى الله فالوجه عبارة عن وجوده وذاته سبحانه.. وهذا الذي ارتضاه المحققون من علمائنا ابن فورك وأبو المعالي وغيرهم.. وقال أبو المعالي: وأما الوجه المراد به عند معظم أئمتنا "وجود الباري تعالى"
أول ابن عباس رضي الله عنه لقوله تعالى {الله نور السموات والأرض} فقد جاء في تفسير الطبري (18/135) ما نصّه "عن ابن عباس قوله {الله نور السموات والأرض} يقول: الله سبحانه "هادي أهل السموات والأرض"
تأويل الإمام البخاري رضي الله عنه للضحك فقد قال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى في كتاب الأسمـاء والصفـات ص470 باب ما جاء في الضحك.. "عن أبي هريرة أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: " يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة..." قال: قال البخاري معنى الضحك الرحمة قال أبو سليمان – يعني الخطابي - قول أبي عبد الله قريب، وتأويله على معنى الرضى لفعلهما أقرب وأشبه، ومعلوم أن الضحك من ذوي التمييز يدلُّ على الرضى، والبشر والاستهلال منهم دليل قبول الوسيلة، ومقدّمة إنجاح الطَّلِبة، والكرام يوصفون عند المسألة بالبشر وحسن اللقاء، فيكون المعنى في قوله " يضحك الله إلى رجلين " أي "يُجزل العطاء لهما لأنه موجَب الضحك ومقتضاه" اهـ. قال الحافظ ابن حجر فتح الباري 6 / 486 مؤكداً مؤيداً لما ذهب إليه أبو سليمان الخطابي والأعلام المنزهون العارفون بالله تعالى "قلت ويدلّ على أن المراد بالضحك الإقبال بالرضا تعديته بـ "إلى"، تقول: ضحك فلان إلى فلان إذا توجّه إليه طلْق الوجه مظهراً للرضا به"
تأويل مجاهد والضحاك وأبي عبيدة للفظ الوجه في قوله تعالى "فأينما تولُّوا فثم وجه الله" قال مجاهد رحمه الله "قبلة الله" الطبري (402/1) الأسماء والصفات للبيهقي ص309
عن جعفر بن عبدالله قال" كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال : يا أبا عبدالله , الرحمن على العرش استوى كيف استوى ؟ فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته , فنظر إلى الأرض وجعل ينكت في يده حتى علاه الرحضاء – يعني العرق – ثم رأسه ورمى العود وقال : ( الكيف منه غير معقول , والاستواء منه غير مجهول , والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج "
أخرجه أبونعيم في الحلية 6/326 , واللالكائي في شرح السنة 3/497 , والصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث ص17-18 , من طريق جعفر بن عبد الله عن مالك وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد 7/151 من طريق عبد الله بن نافع قال كنا عند مالك بن أنس فذكره وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص408 من طريق عبد الله بن وهب قال كنا عند مالك بن أنس فذكره وأخرجه البيهقي في الاعتقاد 116 : من طريق يحيى بن يحيى قال كنا عند مالك بن أنس فذكره وأخرجه الدارمي الرد على الجهمية 66: من طريق جعفر بن عبد الله عن رجل قد سماه لي قال جاء رجل إلى مالك بن أنس فذكره وأخرجه ابن حيان الأنصاري ( ت369 ) في طبقات المحدثين بأصبهان 2/214 من طريق محمد بن النعمان بن عبد السلام يقول أتى رجل مالك بن أنس فذكره
وأثر مالك هذا صححه جمع من الإئمة قال الحافظ بن حجر في الفتح 13/406 : إسناده جيد , وصححه الذهبي في العلو ص103 . وكل من سبق ذكرهم من المخرجين إنما رروه بلفظ " والكيف غير معقول " وقد جاء هذا الأثر عند البيهقي في الأسماء والصفات بلفظ " ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع "
قال الذهبي في العلو ص138 : وساق البيهقي بإسناد صحيح عن أبي الربيع الرشديني عن ابن وهب قال كنت عند مالك فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله "الرحمن على العرش استوى كيف استوى" فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال الرحمن على العرش استوى كماوصف نفسه ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع وأنت صاحب بدعة أخرجوه " منقووووووووووووووول | |
|
الاشعرى المشرف العام
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 728 مزاجك : تاريخ التسجيل : 18/02/2011 العمر : 30 العمل/الترفيه : الكمبوتر
| موضوع: رد: التأويل بين أهل السنة والمبتدعة الإثنين فبراير 28, 2011 1:57 pm | |
| | |
|
الناظر النقشبندى إدارى المنتدى
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 3363 مزاجك : تاريخ التسجيل : 24/01/2011 العمر : 55 الموقع : الطريقه النقشبنديه العمل/الترفيه : القراءه والأطلاع الصوفى
| موضوع: رد: التأويل بين أهل السنة والمبتدعة الثلاثاء مارس 01, 2011 1:38 am | |
| | |
|