نظرات في أذواق ابن عربي النورانية

\

يعد ابن عربي قدس الله سره بالنسبة لمن أغترف من نبع أهل الله قلبا و قالبا وذوقا
الشيخ الأكبر بلا منازع.فعلمه الغزير من اخص العلوم و أشرفها لعذوبتها وسلاستها و
لكثرة التأويلات و الكنايات و المجازات التي تحويها غالب عباراته. من خلال موضوعي
هذا المتواضع ، نسبر نصوص فصوص الحكم ، و رسائل ابن عربي ، وبعض الفقرات من كتاب
الفتوحات المكية ، نستطلع بعض شروحات الجامي ، وزاده الحنفي ، وبعض نصوص مختارة من
كتب التصوف منها ما يستحسن ما قاله ختم الأولياء الأول الذي عرفته الأمة في شخصه
الكريم، و نطلب من الله أن يجمعنا مع الشيخ الكامل المكمل ختم الأمة الأخير الممهد
لدولة العرفان الأخيرة أن شاء الله في آخرالزمان .نسال الله العفو و العافية آمين.
من الأسرار التي خصها الولي الكريم قدس الله سره في كتبه بالشرح و التبيين و
التفصيل سبعة : 1. سر الحس. 2.سر الأبداع. 3.سر الشعر . 4.سر النظام. 5.سر الخيال.
6.سر المحبة 7.سر الجمال. وهي اسرار غالبا ما تجدها بين طيات صفحات كتبه، نبرة الحب
التي تختفي ثناياها ، بين الحق و العالم ، و الواسطة و الموسوط ، بين العلم التدبري
والغوص في غامض اشاراته ، والعلم الوصفي الذي لا يعدو أن يكون مجرد تدبر لسنن الله
في الغابرين. تحتار في تنظيم ابن عربي لكتبه وفهومه. فهو لا يؤمن بالفوضى ، و
لاسلطان الخيال الجامح الذي لا لجام له ، وتنوع خطاباته لا تدل الا على حرص المربي
على الجود بأحسن ما لديه من الفهوم.ومع ذلك فهو شحيح أحيانا كما سنجد في بعض نصوص
فصوص الحكم من نسج جملة واحدة واضحة ، فكل الحروف ملغزة ، واحيانا بلغة العصر مشفرة
غاية التشفير تحتاج ألى سنين كي تفهم كنه او ماهية جملة واحدة. عل الفيلسوف يبحث في
كتب ابن عربي قدس الله سره نوعا من المفاهيم فيقول في كلمتين موجزتين : وحدة وجود.
غير ان هتين الكلمتين لا معنى لها ، عند الأمير عبد القادر الجزائري صاحب كتاب
المواقف ، فهو بحق تلخيص لما في الفتوحات المكية من الأشارات ، وكلها قرآنية. يرى
في الشيخ المجاهد أن ابن عربي رضي الله عنه بريء من تهمة الحلول و الأتحاد ، وأنها
مجرد فرية سلفية ، وفلسفية كلامية استنبطها بعض الحمقى من عبارات قد تأول بطريقة
اخرى. يقول الجامي في مقدمة كتابه لشرح فصوص الحكم : (..الحمد لله الذي زين خواتم
قلوب أولى الهمم بفصوص نصوص الحكم ن وختم بها باب النبوة مرة ، وباب الولاية الخاصة
أخرى ، وسيختم بها الولاية المطلقة على من هو أحق بها من أوليائه . والصلاة و
السلام على مهبط الكلمة التامة الكاملة ومقسم نعمة العامة الشاملة وعلىمن آل من
عترته أمره اليه أو فاز في صحبته بالمثول بين يديه. أما بعد ، فأعلم أن الحكم
الفائضة من الحق سبحانه على قلوب كمل عباده وخلص عبيده على أنواع : 1.منها: مايفيض
عليهم بواسطة الملائكة المقربين بألفاظ و عبارات محفوظة من التغيير و التبديل مراد
قراءتها وهو القرآن المنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم بواسطة الروح الأمين. 2.
ومنها : ما يفيض عليهم بواسطة أو غير واسطة معاني صرفة أو معبرة بعبارات غير متلوة
، ومن هذا القبيل الأحاديث القدسية فهي أما فاضت عليه صلى الله عليه وسلم معاني
صرفة لكنه كساها أكيسة عباراته الخاصة أو بعبارات مخصوصة غير مراد ضبطها و تلاوتها.
وهذا النوع ليس مخصوصا بالأنبياء بل يعم الأولياء و صالحي المؤمنين. ومنها : ما
يفيض على بعض الكمل على بعض كما يفيض من روح نبينا صلى الله عليه وسلم على خواص
متابعيه ما يفيض بقدر متابعتهم وقوة مناسباتهم ، ومن عجائب هذا النوع ما فاض من
قلبه الأنور و روحه الأطهر كتاب *فصوص الحكم* بجملة ما فيه من الحكم و الأسرار دفعة
واحدة على قلب الشيخ الكامل المكمل محيي الملة و الدين أبي عبد الله محمد بن علي
المعروف بابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي ، قدس الله تعالى روحه و كثر من عند
فتوحه ........).ص39 من كتاب شرح الجامي على فصوص الحكم. ليس بالأمر الأهين ، ان
يكتب الجامي رحمه الله هذه الشهادة ، ان يعتبر الفصوص حرفا حرفا أملاء و أبلاغ من
الحبيب صلى الله عليه وسلم على قلب الولي الكامل مولانا ابن عربي رضي الله عنه ،
وذلك بسب مارواه ابن عربي عند كتاب فصوصه عن الرؤيا التي رآها والتي سوف نذكرها
فيما بعد في فقرة مراتب الأسماع و الأبلاغ و الأشهاد. بعد أن نستفسر عن مراتب
الرؤيا عند الأمام الأغر مولانا شمس الدين الملقب بابن جوزية رحمه الله. لس عند
الناس ، خاصتهم وعامتهم معنى الفيض أو الألقاء السبوحي الرحماني في روح العبد و
عقله المتلقي للعلم عن القلب ينابيع العلم والحكمة . فبين العقل و القلب قطيعة و أي
قطيعة ؟. لا يمكن للعقل المجرد أن يسبر في ماهيات مجردة من الحس والمادة. فالوحي
ولى مع موت الحبيب صلى الله عليه وسلم ، والكتاب و السنة بين ظهرانينا واضحة جلية
كلها تسامح ويسر ، فكل ماجاء بعدها من دقائق الفهوم بدع ورد. فلم نتعب انفسنا في
فهم رجل في جملة الأموات ، ترك ثراثا ضخما كله اغاليط وأحاجي؟.
متقوووووووووووول

» في ظلال فهوم ابن عربي النورانية
» أذواق وعبر من قصّة سيدنا موسى مع سيدنا الخضر
» نظرات في تاريخ المذاهب الإسلامية وأصول مذهب مالك