منتدى الطريقه النقشبنديه
مراتب المحبة 412252
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائره
يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت
عضو معنا
أو التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
مراتب المحبة 862936
مراتب المحبة 22-4-99
ادارة المنتدى
منتدى الطريقه النقشبنديه
مراتب المحبة 412252
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائره
يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت
عضو معنا
أو التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
مراتب المحبة 862936
مراتب المحبة 22-4-99
ادارة المنتدى
منتدى الطريقه النقشبنديه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الطريقه النقشبنديه

تصوف اسلامى تزكية واداب وسلوك احزاب واوراد علوم روحانية دروس وخطب كتب مجانية تعليم برامج طب و اسرة اخبار و ترفيه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مراتب المحبة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المهتدى
المراقب العام
المراقب العام
المهتدى


الساعه :
الدوله : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 2109
مزاجك : السفر
تاريخ التسجيل : 08/03/2011
العمر : 28
العمل/الترفيه : الإنترنت
الأوسمه عضو مجلس الإداره

مراتب المحبة Empty
مُساهمةموضوع: مراتب المحبة   مراتب المحبة Icon_minitimeالسبت مايو 28, 2011 6:59 am

مراتب المحبة

يقول القاضي عزيزي بن عبد الملك :
مراتب المحبة ... أولها الألفة ، ثم الصداقة ، ثم المودة ، ثم الهوى ، ثم الشغف ، ثم العشق ، ثم الخلة ، ثم المحبة ، ثم التيتم ، ثم الوله .
• فأما الألفة فلها ثلاث منازل :
أولها : النظرة ، فمن نظر كلِف ، ومن كلف تلف ، خصوصاً إذا نظر كثيراً .
نظري بدء علتي ويح طرفي وما جنا يا معين الضنا عليّ أعني على الضنا
ثم ينتقل منها إلى منـزلة الكتمان ، فإن من أفشا سره أفسد أمره ، خصوصاً إذا أفشاه إلى من عاداه .
سئل الشبلي قدس الله سره عن حال حسين بن منصور [ الحلاج ] . فقال : ذاك جزاء من أفشا سره وأظهر أمره ، إنما هذا الأمر مبني على الكتمان ، فإن الحق غيور .
ثم هذا الكتمان يورث الدنف بل التلف .
فؤاد مدنف وحشىً يذوب
وأجفان جفاهــــــا النوم حتى وسقم ما يحس له طبيب
كأن منامها فيها عجيـــــب
روي أن عليان المجنون لقي فارساً العكبري ، فقال له فارس : يا أخي من كتم الهوى بلغ المنى .
فقال : يا فارس غلطت ، من كتم الهوى لقي الردى وهام وأودى .
ثم ينتقل منها إلى منـزلة التمني ، فيتمنى كلامه تارة ، وقربه أخرى ، ولهذا قال الشبلي : « أتعجب ممن يتعجب من تقطيع الطور حال التجلي ، إنما العجب من بكاء الأكوان حال تجلي الباقي بصفات الربوبية للفاني بصفات العبودية ، يا بطال ما ألذ تقطيع الأعضاء عند مشاهدة الأحباء { فَلَمّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ } .
وأنشد :
ضاعف عليّ بحقك البلوى
بالغ وحقـق في معاملـتي
فإذا فعلت الضر فيّ ولـم
فانظر فهل لحظاتي عنـــــــدك واصرف فؤادي في الذي تهوى
والهج بها في السر والنجـوى
تترك لعبـدك حالـة ترجـى
انقلبـت لحالـة أخـــــرى
ثم يتمنى كلامه ولو تضمن ما يكرهه ، ولهذا قال الشبلي قدس الله سره : « كلهم يفرون من الحساب ، وأنا أتمنى الحساب » .
فقيل له : ولم ذاك ؟
قال : « أليس حبيبي يكون مخاطبي ، ما ألذ كلام حبيبي الرحيم ، ولو بالأمر إلى النار والجحيم » .
وأما الصداقة فلها ثلاث منازل :
أولها : إظهار كمينه لمن يثق بعقله ودينه ، فإن من كشف لصديقه عن دائه ظفر منه بدوائه .
قال محمد بن سالم : رأيت في البادية شيخاً قد أخذ الدهر منه أطيبيه وأحسنيه ، وهو مع ذلك ظاهر دائم المراقبة دائم المجاهدة سريع الدمعة كثير الحسرة ، فسلمت عليه ، فردّ عليّ باسمي ، فقلت : هل سبقت معرفة . قال : نعم . قلت : متى .
قال : من المعرفة الأولى جواباً عن سؤال الحبيب : { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ } ، والثانية : أذان الخليل بالحج { وَأَذِّنْ في النّاسِ بِالْحَجِّ }.
والثالثة : شهادة الشفيع صلى الله تعالى عليه وسلم { إن قلوب المؤمنين أجناد مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف } .
فقلت له : فكيف الطريق .
فقال : الحلال بيّن والحرام بيّن ، والطريق واسع لسالكه وإنما يصعب دليل التوفيق . ثم فارقني وهو يبكي ويقول :
باتت عداك كما أبيـت
يا مـن شقيـت بحبـه
كن كيف شئت فإنـني
لا خنت عهدك ما حيــــــيت ولقى حسودك ما لقيـتُ
صِل لا شُقيتَ فقد شُقيتُ
أرعى المودة مـا بقيـتُ
وإن هجرت وإن جفيــــــتُ
ثم ينتقل منها إلى منـزلة الغيرة ، ثم ينتقل منها على صد نفسه ، فإن من قلّت غيرته أنفسدت سريرته .
روي أن محمد بن واسع رأى شباباً في المسجد يخوضون في بحار الغيبة والبطالة .
فقال لهم : أيجمل بأحدكم أن يقعد في بيت الآخر فيخالفه .
قالوا : لا .
قال : أفيجمل بأحدكم أن يكون له حبيب فيخالفه ليفوز به غيره .
قالوا : لا .
قال : فأنتم قعود في بيت الله تخالفون أمر الله وتغتابون .
فقالوا : قد تبنا .
فقال : يا أولادي هو ربكم وحبيبكم ، فإذا أغضبتموه وأطاعه غيركم ، خسرتموه وربحه غيركم ، أفلا تغارون من ذلك .
قالوا : بلى .
فقال : ومن خالفه ربما عاتبه أو عاقبه ، أفلا تغارون إذ غيركم يفوز بالجنة وأنتم تبوءون بالعذاب .
قالوا : نعم . فتابوا وحسن رجوعهم .
ثم ينتقل منها إلى منـزلة الاشتياق ، ومن ركض في ميدان السباق يوشك أن يصل منازل التلاق ، فإن الشوق إلى المحبوب من دلائل صدق المطلوب .
قال أبو علي الروذباري : رأيت عُليّان الموسوس فقلت له : ما علامة المحبة .
قال : الشوق .
قلت : وما علامة الشوق ؟
قال : البكاء على الدوام ، وحفظ الذمام ، والرضا بالكلام ، أو بالسلام ، ولو في المنام
فقلت : زدني .
فقال : يكفيك إن عملت به .
ثم يحمله على ذلك تذكر أيام الائتلاف والتحسر على زمان الاختلاف .
قال موسى بن علي : مشيت يوماً مع الجنيد فلما بلغ مسجد الشونيزية التفت إلينا ثم وقف وقال : يا معشر الشباب جدّوا قبل أن تعجزوا ، واجتهدوا قبل أن تصبحوا أثراً بعد عين ، فإني تذكرت مجاهدات كانت لنا في المسجد ، تُقبّح في عيني بطالتي اليوم » .
• وأما المودة فلها ثلاث منازل :
أولها : كتمان الهوى في الظواهر وتقطيع الفؤاد في الضمائر ، فإن الفتى لا يبوح بسره ولا عن أمره ، وإن كان خيال محبوبه في عيانه ، وذكره على لسانه ، وحبه في جنانه .
قال الشبلي قدس الله سره : لو كان الأمر بيدي لفديت المؤمنين بروحي في أربعة مواضع : كنت أمرض عنهم ليفوزوا بالأجر وأعالج ضنى السقم ، وكنت أموت عنهم ليفوزوا بالأجر وأعالج غصة السكرات ، وكنت أحاسب عنهم ليفوزوا بالأجر وأعالج دقة الحساب ، وكنت ألج النار عنهم ليفوزوا بالجنة وأعالج نكال العذاب عنهم . فالمغبون : من أظهر حاله ، ونادى على نفسه ، وقدر على خير فلم يفعله .
ثم ينتقل منها إلى منـزلة البكاء والدموع ، فإن من جرت عبراته ، قلَّت حسراته ، وفي انهمال الدموع من الآماق راحة العشاق .
روي أن الشبلي قدس الله سره كان ذات يوم يتكلم ، فبكى بعض الحاضرين .
فقال : صدقت ، يا نتائج القدرة ، يا دلائل العظمة ، الدموع شفعاء المستوحشين ، ولكن دموع القلوب مع ماء العيون ، وأنين الفؤاد مع ذكر اللسان ، أمتشحت وامتزجت فهي الرافعة للحزن الموصلة إلى الرب .
ثم ينتقل منها إلى منـزلة الحسرة على أيام الوصال ، كيف تبدلت بأيام الهجر والانفصال ، فإن في الحسرة على ما فات استدراك ما هو آت .
قال : { إذا أراد الله بعبد خيراً حبب إليه طاعاته وبغضه معاصيه} .
قال أبو العباس : ولقد صحبت أبا يزيد [ البسطامي ] سنين فما رأيته نام منطرحاً إلا يسيراً ، وطالما صلى الصبح بطهارة العشاء ، غير أنه كان يتحسر على ما مضى من أيام وسالف اجتهاده .
• فأما الهوى فله أيضاً ثلاث منازل :
أولها : الخضوع والهوان طمعاً في الرضا والرضوان ، فإن من طلب رضى الحبيب أكرم في المشهد والمغيب .
قال أحمد بن يحيى : سُئلت أعرابية عن معنى الهوى فقالت : هو الهوان ، وإنما غلط باسمه ، ويعرف ما أقول من أبكته المعالم والطلول . وأنشدت :
ليت الهوى لذوي الهوى لم يخلق
إن الذي علق الهـوى بفـؤاده
إن الهوى لهـو الهـوان بعينــــه أرأيت قلباً بالهوى لـم يعلـق
فـي ذلـةٍ وتملـق وتقلـق
ما ذاق طعم الذل من لم يعشـــق
ثم ينتقل منها إلى منـزلة بذل المهج في الطاعة ، وقتل النفس ولو في الساعة ، فإن علامة المحبة طاعة المحبوب ، وبذل المحبة في رضا المطلوب .
روي أن أبا يزيد كان لا يخرج من مصلاه إلا لضرورة ، فسئل عن ذلك . فقال : رباع الأحباب محبوبة ، وأطلال الآمال مطلوبة ، وفيها يتضوع نسيم المحبوب ، ومنها ترتجى راحات القلوب .
ثم ينتقل منها إلى منـزلة الصبر والبكاء ، فمن صبر ظفر ، ومن باح استراح .
سئل مالك بن دينار عن الطريق إلى رضى الحبيب .
فقال : إن أول الأمر مبني على الصبر والبكاء ، ووسطه على الخوف والرجاء ، وآخره على التسليم والرضا ، ثم الحبيب يفعل ما يشاء .
• وأما الشغف فثلاث منازل :
أولها : السهر والأسف ، فإن من بطن شغفه ظهر أسفه .
قال أبو سعيد : دليل الشغف دوام الأسف ، وذكر المشغوف به ، وإن تقادم عهده ، ونسيان غيره وإن تقارب وده .
ثم ينتقل منها إلى منـزلة قبول الأمر وكتمان السر ، فإن من قبل أوامر حبيبه بالإخلاص ، استحق خلع الكرامة والخلاص .
سئل أبا يزيد البسطامي عن أسباب الوصول .
فقال : امتثال حقائق المأمورات ، وحفظ الإخلاص في الخلوات ، فإن الفائز في محشر الساعة من يلقي أوامره بالسمع والطاعة .
• وأما العشق فله ثلاث منازل :
أولها : فقدان القلب ، لأن فقدان القلب وجدان الرب .
سئل الجنيد قدس سره عن فقدان القلب .
فقال : القلب أحرق بنار الهوى ، فإن أطفته دموع الرجاء ، وإلا عطب .
وقال ذو النون : ما أعلم لإطفاء حريق القلوب دواء أحسن من الدموع .
ثم ينتقل منها إلى منـزلة الوجد والاشتياق ، فإن من بلي بالوجد والاشتياق اصطدم بنار الاحتراق .
خرج سمنون المحب ليلة إلى الصحراء هائماً بقلبه ، طالباً خلوته مع ربه .
قال أبو العباس : فسمعته يقول : يا من أحرق قلوب أوليائه بالشوق إلى لقائه ، وكسر قلوب أعدائه بالحجاب عن فنائه ، إن تقدمت نظرت إلى عيوبي ، فكيف أتقدم ،
وإن تأخرت نظرت إلى ربوبيتك فلم أجسر على التهجم ، فالدنيا علي كمجمع مأتم
أو حلقة خاتم .
ثم ينتقل منها إلى منـزلة الورع والصيانة فإن من شرط الفتوة رعاية الصيانة في العشق و أداء الأمانة في مشاهدة الحق .
• وأما الخلة فلها ثلاث منازل :
الأولى : الصبر على اللوم ، فإن في معالجة العذال مقاساة الأهوال .
قال سمنون : إن من آفات المحبة مداجاة الشامت ومقاساة الواشي ، كإبليس مع
المؤمن ، رب سلِّم .. رب سلِّم .
ثم ينتقل منها إلى منـزلة الصدق ظاهراً وباطناً ، فإن صدق الظواهر ينبئ عن صدق الضمائر ، وصدق الضمائر يورث الفراسة الصحيحة والعلوم الإلهية الصريحة .
روي أن شيبان الراعي دخل على الإمامين محمد بن إدريس الشافعي و أحمد بن
حنبل رضي الله عنه . فقال أحمد للشافعي : أريد أن أنبه شيبان على نقصان عمله لقلة علمه لعله يشتغل بالعلم .
فقال له الشافعي : لا تفعل ، فإنه على قوة إخلاص .
فلم يقبل منه وقال له : يا شيبان ، ما تقول فيمن نسى صلاة يوم وليلة ولا يذكر أي صلاة هي ، فما الواجب عليه .
فقال شيبان : يا أحمد هذا قلب غفل عن ذكر الله ، فالواجب عليه أن يتأدب بعدها بخوف الله حتى لا يغفل بعدها عن الله .
فغشي على أحمد من هيبة كلامه ، فلما أفاق قال له الشافعي : ألم أنهك عن كلامه.
وكان شيبان أمياً ، فإذا كان هذا صدق أميهم فكيف يكون صدق أئمتهم .
ثم ينتقل منها إلى منـزلة التشتت في البلاد ، والتشرد في العباد ، فإن من هاجر إلى أولياء المحبوب حق له الظفر بالمطلوب .
• وأما المحبة فلها ثلاث منازل :
أولها : استعمال عشر خصال ، وتجنب خمس خصال . فالمستعملة : هي العلم والحلم والمكارم والعفو والجود والخلق والشكر والذكر والإيثار والورع ، ثم قانون هذه كلها الزهد فيما سوى المحبوب مع إيثار طاعة المحبوب . وأما العشرة التي يتجنبها : فهي الكبر والهوى والنفس والدنيا والرياء وأنا وأنت ولي ولك ، ثم ملاك ذلك كله : أن ترى البلاء عطاء من الحبيب ، مع استعمال الرضا والتسليم للحبيب ، ورعاية حال الخدمة والحزن على أيام البطالة .
ثم ينتقل منها إلى منـزلة لقاء الحبيب على العيان والرضا والرضوان ، وعلامتها : الحنين إلى المشاهدة ، وذلك هو الاشتياق إلى الموت ، لأنه مفتاح المؤانسة ، ولهذا قال بلال لما احتضر ، وسمع قائلاً يقول : واحزناه ، فقال هو : واطرباه ، غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه .
قال قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : { من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه }.
وكان أبو يعقوب البويطي التائب إذا خشى التحول عن حاله والروغان عن مناهجه تمنى الموت كي يسلم مما تعوذ منه حضرة النبي قوله صلى الله تعالى عليه وسلم في دعائه ، وهو قوله : { أعوذ بك من الحور بعد الكور }. فأما إذا استقامت طريقته وتحكمت حقيقته ، استغنى عن تمني الموت ودخل في قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوّابينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرينَ } وقال قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : { التائب حبيب الله والحبيب لا يكره لقاء حبيبه } .
ثم ينتقل منها إلى منازل الاشتهار ، فإن من أعلن هان عليه بلواه ، وكل محب عبر بحسب حاله . روي أن الشبلي كتب على مرقعته :
باح مجنون عامـر بهـواه
فإذا كـــان في القيامة نـــودي وكتمت الهوى فمت بوجدي
من قتيل الهوى تقدمت وحـدي
وكتب سمنون على مرقعته : لو طالبوا أصحاب الدعاوى بالمعاني لافتضحوا .
وكتب بهلول على جبهته : فتش قلبك هل ترى غير ربك .
• وأما التيتم فله ثلاث منازل :
أولها : الوجد ، وهو مأخوذ من اليتم ، ومنه درة يتيمة ، وهو التفرد عن الأكوان بمكونها ، فإن من هجر الأغيار بقي مع مطلوبه ومحبوبه فلا يختلفان في قول ولا فعل ولا يتنافيان في ظاهر ولا باطن ، فأمراهما واحد ونهياهما واحد ، كما قال الشاعر :
وإذا صاحبتَ ، صاحب صاحباً
قوله للشـيء لا إن قلـــــتَ لا ذا عفاف وحيـاء وكـرم
وإذا قلتَ نعمْ ، قـال نعـــــم
وسئل الجنيد قدس الله سره عن علامة القبول .
فقال : أن لا تستثقل اتباع أوامره واجتناب نواهيه ، فإن المحبة والمخالفة ضدان لا يجتمعان . وأنشد :
هموم رجال من أمـور كثـيرة
نكون كروح بين جسمين فرقاً
فإن غاب عني لم أذق طعم لــــذة وهمي من الدنيا خليـل مساعـد
فجسماهما جسمان والروح واحد
فـإن فـؤادي نصفـه متباعـــد
وقال أبو علي الدقاق : ألا ترى أن النبي طط لما وصل إلى هذه المنـزلة ، صارت طاعته طاعة الحق : { مَنْ يُطِعِ الرَّسولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ }، { وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فانْتَهوا } .
قلبه قلبي وقلـبي قلبـه فلنا أمر وقلـب واحـد
وقيل للحسين بن منصور [ الحلاج ] : متى تصفو المحبة ؟
قال : إذا عدم المحب نفسه ومصحوبه ، فلا يرى إلا محبوبه ومطلوبه فقد صفت له المحبة ، وما دام هو واقف على مقام الفروق بـ : لي ولك وأنا وأنت ومعي ومعك ، فهو محجوب .
ثم ينتقل منها إلى منـزلة الأسرار والاستتار ، لأن من قيد لفظه وحفظ طرفه كمل حظه ، فإن المحبة مبنية على إخلاص الأسرار عن خواطر الأغيار .
قال أبو يزيد [ البسطامي ] : بقيت عشرين سنة أكابد المجاهدات وأكافح المراقبات ولا أجسر ألبس المرقعة وأتظاهر بالطريقة .
سئل الجنيد قدس الله سره : متى يصل العبد إلى الكل ؟
قال : إذا ترك الكل حتى يخافه ، كأنه اختفى ، ويرجوه كأنه ولى .
ثم ينتقل منها إلى سبيل المجاهدة في الله وحسن الهرب إلى الله خوفاً من الله ، فإن من خاف في الدنيا أمن في الآخرة ، ومن التجأ إليه في سرائره وجده ناصراً له في ظواهره وضمائره .
• وأما الوله فله ثلاث منازل :
أولها : السكر ، فمن سكر بكأس المحبة لا يصحو إلا بمشاهدة محبوبه ، فإن السكر ليل صباحه المشاهدة ، كما أن الصدق شجرة ثمرتها المشاهدة .
تكلم الشبلي قدس الله سره يوماً فطاب وقته ووجد قلبه .
فقال له رجل : يا أبا بكر إنا نسمع كما تسمع ، ولا يطيب وقتنا كما يطيب وقتك ، ولا تجد قلوبنا كما يجد قلبك . فصاح وأنشد :
لو يسمعون كمـا سمعت كلامها خروا لعزة ركعـاً وسجـودا
فبكى السائل وقال له زدنا ، فأنشد :
لي سكرتان وللندمـان واحـدة شيء خصصت به من دونهم وحدي
ثم ينتقل منها إلى منـزلة الخشوع والتضرع والسؤال بلسان التضرع والاعتذار ، فإن من داوم الابتهال استحق الوصال .
روي أن علي بن يحيى قال : صحبت شيخاً من خراسان سريع الدمعة ، حسن الخدمة ، كامل الأدب ، مجتهد بالليل ، ممسك بالنهار ، راهب الإسلام ، فكنت أسمع أكثر دعائه الاعتذار والاستغفار ، فدخل يوماً بعض كهوف ( لكام وغيرانة ) فلما أمسى رأيت أهل الجبل وأصحاب الصوامع يهرولون إليه ويتبركون به ، فلما أصبح وعزم على الخروج ، قام إليه أحدهم فقال : عظني .
فقال : عليك بالاعتذار ، فإنه إن قبل عذرك وفزت بالمغفرة ، سلك بك إلى سبيل
المقامات .
وكان بعضهم يقول في دعائه : إلهي الاعتذار من منازل العبودية ، والاغتفار من منازل عز الربوبية ، فيا من وصف نفسه بعز الربوبية ، ارحم من وقف بين يديك بذل العبودية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوخالد
عضو مميز
عضو مميز
avatar


الساعه :
عدد المساهمات : 63
مزاجك : غير معروف
تاريخ التسجيل : 25/04/2011
العمر : 49
العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع

مراتب المحبة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مراتب المحبة   مراتب المحبة Icon_minitimeالسبت مايو 28, 2011 7:06 am

مشكو أخى الكريم بارك الله فيك
موضوع قيم جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهتدى
المراقب العام
المراقب العام
المهتدى


الساعه :
الدوله : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 2109
مزاجك : السفر
تاريخ التسجيل : 08/03/2011
العمر : 28
العمل/الترفيه : الإنترنت
الأوسمه عضو مجلس الإداره

مراتب المحبة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مراتب المحبة   مراتب المحبة Icon_minitimeالسبت مايو 28, 2011 8:04 am

شكراً لمرورك أبو خالد
بارك الله فيك
دمت ودام تواجدك فى المنتدى
فـــــــى إنتظار مجهوداتك معنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مراتب المحبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المحبة بين الجنيد البغدادي والتستري
» مراتب العقل
» نقد مراتب الإجماع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الطريقه النقشبنديه  :: الطريقه النقشبنديه والتصوف الاسلامى :: منتدى الطريقه النقشبنديه والتصوف الاسلامى-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» للخلاص من كل مرض وبليه ومجرب
مراتب المحبة Icon_minitimeالخميس أبريل 27, 2023 4:07 pm من طرف mechri

» الأربعون النووية
مراتب المحبة Icon_minitimeالأحد سبتمبر 19, 2021 7:38 am من طرف احمد محمد النقشبندي

» مجموعة كتب فى الفقه العام و أصول الفقه.
مراتب المحبة Icon_minitimeالسبت سبتمبر 04, 2021 10:57 pm من طرف احمد محمد النقشبندي

» السيرة النبوية لإبن هشام
مراتب المحبة Icon_minitimeالسبت سبتمبر 04, 2021 10:51 pm من طرف احمد محمد النقشبندي

»  الجن و دياناتهم
مراتب المحبة Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:46 pm من طرف الموجه النقشبندي

» برنامج لكسر حماية ملفات الـ pdf لطباعته
مراتب المحبة Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:46 pm من طرف الموجه النقشبندي

» حمل كتب الامام محي الدين بن عربي
مراتب المحبة Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:46 pm من طرف الموجه النقشبندي

» رياض الصالحين .
مراتب المحبة Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:46 pm من طرف الموجه النقشبندي

»  دعآء آلهم و آلحزن و آلكرب و آلغم
مراتب المحبة Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:45 pm من طرف الموجه النقشبندي

» للوقايه من شر الإنس والجن
مراتب المحبة Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:45 pm من طرف الموجه النقشبندي

» خواص عظيمه للزواج
مراتب المحبة Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:44 pm من طرف الموجه النقشبندي

» اختصاص الامام علي كرم الله وجهه بالطريقة
مراتب المحبة Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:38 pm من طرف الموجه النقشبندي

» النقشبندية...منهجها وأصولها وسندها ومشائخها
مراتب المحبة Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:36 pm من طرف الموجه النقشبندي

» الشريف موسى معوض النقشبندى وذريته وأبنائه 9
مراتب المحبة Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:35 pm من طرف الموجه النقشبندي

» االرحلة الالهية
مراتب المحبة Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:34 pm من طرف الموجه النقشبندي

أقسام المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لـ{منتدى الطريقه النقشبنديه} ®
حقوق الطبع والنشر © مصر 2010-2012
@ الطريقه النقشبنديه للتعارف والاهداءات والمناسبات @المنتدى الاسلامى العام @ الفقه والفتاوى والأحكام @ منتدى الخيمه الرمضانيه @ قسم الصوتيات والمرئيات الاسلاميه @ الطريقه النقشبنديه للثقافه والموضوعات العامه   منتدى الطريقه النقشبنديه للحديث الشريف @ منتدى الطريقه النقشبنديه للعقيده والتوحيد @ منتدى الطريقه النقشبنديه للسيره النبويه @ منتدى مناقب ال البيت @ منتدى قصص الأنبياء @ شخصيات اسلاميه @   الطريقه النقشبنديه والتصوف الاسلامى @ الطريقه النقشبنديه @ صوتيات ومرئيات الطريقه النقشبنديه @ رجال الطريقه النقشبنديه @ @  قصائد نقشبنديه @  منتدى قصائد أهل التصوف والصالحين @ منتدى سيرة ألأولياء والصالحين @ شبهات وردود حول التصوف الاسلامى @ التزكيه والآداب والسلوك @ أذواق ومشارب الساده الصوفيه @ الصلوات المحمديه على خير البريه @ أحزاب وأوراد @ أدعيه وتوسلاات @   تفسير الروىء وألأحلام @  منتدى الروحانيات العامه @  منتدى الجن والسحر والعفاريت @  منتدى الكتب والمكتبات العامه @ منتدى الكتب والمكتبات الصوفيه @ منتدى كتب الفقه الاسلامى @ كتب التفاسير وعلوم القران @ كتب الحديث والسيره النبويه الشريفه @ منتدى الابتهالاات الدينيه @ منتدى المدائح المتنوعه @ منتدى مدائح وأناشيد فرقة أبو شعر @ منتدى مدح الشيخ ياسين التهامى @ منتدى مدح الشيخ أمين الدشناوى @ منتدى القصائد وألأشعار @ منتدى الأزهر الشريف التعليمى @ منتدى معلمى الأزهر الشريف @ منتدى رياض الأطفال @ منتدى تلاميذ المرحله الابتدائيه @ منتدى طلاب وطالبات المرحله الاعداديه @ منتدى التربيه والطفل @ منتدى الاسره والمجتمع @ منتدى المرأه المسلمه @ منتدى الترفيه والتسليه @ منتدى الطريقه النقشبنديه للصور الاسلاميه @ منتدى صور الصالحين @ منتدى غرائب وعجائب الصور @ الصور والخلفيات العامه والمتحركه @ منتدى الطب النبوى @ أمراض وعلاج @ منتدى الوقايه خير من العلاج @ قسم الجوال والستالاايت @ قسم البرامج العامه للحاسوب @ دروس وشروحات فى الحاسوب @ تطوير مواقع ومنتديات @ انترنت وشبكات @ منتدى الشكاوى والمقترحات @ منتدى التبادل الاعلانى @
الدخول السريع
  • تذكرني؟
  • اليكسا
    التسجيل
    حفظ البيانات؟
    متطلبات المنتدى
    أرجو قفل الموضوع


    هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

    و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

    للتسجيل اضغط هـنـا

    تنويه
    لا يتحمّل منتدى الطريقه النقشبنديه الصوفيه أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها من قبل الساده الأعضاء أو المشرفين أو الزائرين
    ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم   التي تخالف القوانين
    أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر.
    مواضيع مماثلة
    rss
    Preview on Feedage: free Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
    Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
    Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

    الطريقه النقشبنديه

    قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى الطريقه النقشبنديه على موقع حفض الصفحات