الرد على الفرقة الوهابية في مهاجمة حجة الإسلام الغزالي وقولهم يشرع في دين الله بالغناء

بسم الله الرحمن الرحيم

و اللهم صلي على نور الانوار و سر
الاسرار و ترياق الاغيار و مفتاح باب اليسار
سيدنا محمد النبي المختار وعلى اله و
صحبه و سلم صلاة و سلام حق قدرك منك عليه......وبعد

الرد
على الفرقة الوهابية في مهاجمة حجة الإسلام الغزالي وقولهم يشرع في دين الله
بالغناء
وكثير ما ينقل الوهابية عن حجة الإسلام الغزالي بعض
العبارات ويشنعون عليه وهذا لان النقال والمشنع
إنما أوتي من سوء فهمه لكلام
الإمام ولو أخذ بالقواعد لسلم من ذلك حتى ولو لم يفهم كلام الإمام فيما
نقله..

قال سيدي متأمل في الدفاع عن حجة
الإسلام الإمام الغزالي
يحلو لكثيرين -انتصارا لمبدأ
او رأي -الخلط بين الحقائق أو تشويهها حتى تسلم له نظريته!
وربما كان ينقل من
اقوال من يراهم خصومه ما يؤيد مشربه بتحريف اللفظ أو المعنى أو بتر الكلام ليتناسق
وما يشتهيه!
وكلام العلماء بالذات له طريقة خاصة في التعامل معه لأن الأصل في
العلماء المشهود أن كلامهم محمول على الحق والصدق حتى يثبت خطؤهم يقينا!
ومن ذلك
ما ينقله بعض عن الإمام الغزالي: (فأعلم أن الغناء أشد تهييجا للوجد من
القرآن)-هكذا دون إكمال الكلام أو حتى الإشارة لما بعده على طريقة:[ولا تقربوا
الصلاة]- وربما حشرها في مسائل الاعتقاد مبرهنا أنها مما خالف فيه الاشاعرة أهل
السنة-على تقسيمه هو!-
وللكلام على هذه المسألة
مقامات:
المقام الأول: أن هذه القول المحكي ليس من مسائل الاعتقاد..
فمسائل الإعتقاد هي ما تدخل تحت الأصول الستة وهي التي أتى بيانها في حديث جبريل
الطويل.
المقام الثاني: لو سلمنا أن هذه من مسائل الإعتقاد ثم خالف فيها الإمام
الغزالي-رحمه الله- فهل هذا يعني بالضرورة أن رايه يمثل المذهب الأشعري! إذ أن هناك
مسائل قال بها أساطين وأئمة من الأشاعرة ورد عليهم علماء آخرون من نفس المذهب
وبينوا معتمد المذهب وفي نفس الوقت لم يخرجوهم من دائرة السنة وأهلها كما يفعل
المتحذلق!
المقام الثالث: القاعدة: أنه يلتمس للعالم المخارج ويحمل كلامه على
احسن المحامل ما دام أن ذلك بالإمكان وأن له وجها صحيحا.
المقام الرابع:
القاعدة: إرجاع المتشابه من كلامه إلى المحكم والمجمل الى المبين والمشكل الى
الموضَح.
المقام الخامس: النظر في ما حكاه الأئمة الثقات والشراح
لكلامهم.
فقول الإمام الغزالي السابق (فاعلم أن الغناء أشد
تهييجاً للوجد من القرآن)(7/741 ومعه شرح الزبيدي) قد فسره هو بعد ذلك بسبعة
أوجه!
أذكر منها-باختصار-:
الوجه الاول:أن
جميع آيات القرآن لا تناسب حال المستمع ولا تصلح لفهمه وتنزيله على ما هو ملابس له
فمن استولى عليه حزن أو شوق أو ندم فمن أين يناسب حاله قوله تعالى (يوصيكم الله في
أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين)...نعم من يستولي عليه حالة غالبة قاهرة لم تبق فيه
متسعا لغيره ومع تيقظ وذكاء ثاقب يتفطن به للمعاني البعيدة من الألفاظ ..كمن يخطر
له عند ذكره قوله تعالى(يوصيكم الله في اولادكم) حالة الموت المحوج إلى الوصية وأن
كل انسان لا بد له أن يخلف ماله وولده وهما محبوباه من الدنيا...أويسمع ذكر الله في
قوله(يوصيكم الله) فيدهش بمجرد الاسم عما قبله أو بعده...فأمثال هذا قد يحرك
الوجد.
الوجه الثاني: أن القرآن محفوظ للأكثرين ومتكرر
على الأسماع والقلوب وكلما سمع أولا عظم أثره في القلوب وفي الكرة الثانية يضعف..
ولو كلف صاحب الوجد الغالب أن يحضر وجده على بيت واحد على الدوام في مرات متقاربة
.. لم يمكنه ذلك! ولو أبدل ببيتن آخر لتتجد أثره في قلبه وليس يقدر القارئ على أن
يقرأ قرآنا غريبا في كل وقت ودعوة فإن القرآن محصور لا يمكن الزيادة عليه . وإلى
هذا المعنى اشار الصديق بقوله لما رأى الأعراب يقدمون فيسمعون القرآن ويبكون فقال
(كنا كما كنتم ولكن قست قلوبنا )
الوجه الثالث: أن
لِوزن الكلام بذوق الشعر تاثيراً في النفس وإنما يوجد الوزن في الشعر دون
الآيات
الوجه الرابع: أن الشعر الموزون يختلف تأثيره في
النفس بالألحان بمد المقصور وقصر الممدود والوقف والقطع والوصل وهذا التصرف جائز في
الشعر ولا يجوز في القرآن إلا التلاوة كما أنزل
الوجه
الخامس: أن الألحان الموزعة تعضد وتؤكد بإيقاعات وأصوات أخر موزونة خارج
الحلق كالضرب بالقضيب والدف وغيره وهذا بمجموعه له حظ في التأثير والقرآن جد كله
عند كافة الخلق فلا يجوز أن يمزج الحق المحض ما هو لهو عند العامة
وذكر الوجه
السادس والسابع وزاد الشارح الزبيدي رحمه الله وجهين آخرين..
وعلى ما سبق تتضح كلمة الإمام الغزالي رحمه الله وهي في مساق
الإعتذار في وقوع الوجد بالغناء والنشيد أكثر من القرآن لا أنه يفضله على القرآن في
التأثير كما يحلو لبعض فهم ذلك!
ونسأل الله أن يجعلنا ممن يتأدب مع أهل
العلم والفضل.
وأن يرزقنا الإنصاف فيما
نقول.
انتهى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونقول قول الإمام الغزالي قد وضح من كلام
الغزالي نفسه في نفس الموضوع الذي يبتر كلامه الوهابية
فلينظر الوهابية
قال
ابن تيمية :
(كثير من العُبَّاد قد ينتفع بالذكر في الإبتداء مالا ينتفع
بالقراءة ؛ إذ الذكر يعطيه إيماناً ، والقرآن يعطيه العلم ، وقد لا
يفهمه!!!)
وهذا المعنى هو ما أشار إليه الإمام الغرالي رحمه الله بقوله السابق

(فاعلم أن الغناء أشد تهييجا للوجد من القرآن)
فلينصف
العاقل!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــ
ولقد صدق الإمام السبكي رحمه الله في:
"قاعدة في الجرح والتعديل"(ص/93)عندما قال:
"فكثيرا مارأيت من يسمع لفظة
فيفهمها على غير وجهها،فيغير على الكتاب والمؤلف ومن عاشره واستن بسنته،مع أن
المؤلف لم يرد ذلك الوجه الذي وصل إليه هذا الرجل...!
فإذا كان الرجل ثقة
ومشهودا له بالإيمان والإستقامة فلاينبغي أن يحمل كلامه وألفاظ كتاباته على غير
ماتعود منه ومن أمثاله،بل ينبغي التأويل الصالح،وحسن الظن الواجب به
وبأمثاله"انتهى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن في علم حجة الإسلام أبي حامد الغزالي رحمه
الله!!
أحد مجددي الملة،يقول عنه ابن النجاررحمه
الله-كما في: "طبقات الشافعية"(6/216)-:
"أبوحامد إمام الفقهاء على
الإطلاق،ورباني الأمة بالإتفاق،ومجتهد زمانه،وعين وقته وأوانه،ومن شاع ذكره في
البلاد،واشتهر فضله بين العباد،واتفقت الأمة على تبجيله وتعظيمه،وتوقيره
وتكريمه،وخافه المخالفون،وانقهر بحججه وأدلته المناظرون،وظهرت بتنقيحاته فضائح
المبتدعة والمخالفين،وقام بنصر السنة وإظهار الدين،وسارت مصنفاته في الدنيا مسير
الشمس في البهجة والجمال_حيث درست كتبه في حياته_وشهد له المخالف والموافق بالتقدم
والكمال"انتهى.

الإمام الغزالي قال فيه شيخه الإمام
الجويني " الغزالي بحر مغدق "
وقال فيه تلميذه
الإمام محمد بن يحي " الغزالي هو الشافعي الثاني "
وقال
فيه معاصره أبو الحسن عبدالغافر الفارسي " الغزالي حجة الإسلام والمسلمين ، إمام
أئمة الدين ، من لم تر العيون مثله لسانا وبيانا ، ونطقا وخاطرا ، وذكاءا وطبعا
"
وقد نقل جملة هذه النقول عن الأئمة هؤلاء الإمام تاج الدين إبن السبكي
في ترجمته في " طبقات الشافعيه " .
وقال الحافظ إبن كثير
عنه في " البداية والنهاية " :
"برع في علوم كثيرة وله مصنفات في فنون
متعددة ، فكان من أذكياء العالم في كل مايتكلم فيه وساد في شبيبته ، حتى أنه درس
بالنظامية ببغداد وله أربع وثلاثون سنة فحضر عنده رؤوس العلماء وكان ممن حضره أبو
الخطاب وابن عقيل وهما من رؤوس الحنابله فتعجبوا من فصاحته واطلاعه ...
وقال ابن العماد الحنبلي في " الشذرات " :
الإمام زين
الدين ، حجة الإسلام أبو حامد أحد الأعلام صنف التصانيف مع التصون والذكاء المفرط
والإستبحار في العلم ، وبالجملة مارأى الرجل مثل نفسه " ..

فماذا بعد ذلك بل
والإمام الغزالي فسر كلامه في نفس الموضع فيبترونه الوهابية ويدلسون على
المسلمين
فماذا نقول ولكن الإنصاف عزيز

مشكووووووووووورررررررررر
أخى الكريم
بارك الله فيك
جعله فى ميزان حسناتك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» الرد القاسم على الوهابية على مشروعية التوسل
» الرد على القائلين بأن الله فى السماء
» الرد على من يقولون إن الله فوق العرش من غير مماسة