ابوالزهراء المراقب العام
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 1942 مزاجك : تاريخ التسجيل : 15/02/2011 العمر : 30 العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع
| موضوع: قدوم وفد خولان على رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ الأحد يونيو 19, 2011 4:34 pm | |
| قدوم وفد خولان على رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قدم على رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-في شهر شعبان سنة عشر وفدُ خولان, وهم عشرة, فقالوا: يا رَسُول اللهِ! نحن على من وراءنا من قومنا, ونحن مؤمنون بالله-عز وجل- ومصدِّقون برسوله, وقد ضربنا إليك آباطَ الإبل, وركبنا حُزُونَ الأرض وسهولها, والمنة لله ولرسوله علينا, وقدمنا زائرين لك, فقال رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (أما ما ذكرتم من مسيركم إلي فإن لكم بكل خطوة خطاها بعير أحدكم حسنة, وأما قولكم زائرين لك فإنه من زارني بالمدينة كان في جواري يوم القيامة), قالوا : يا رَسُول اللهِ! هذا السفر الذي لا تَوَى عَلَيْهِ, ثم قال رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (ما فعل عم أنسٍ(1)). وهو صنم خولان الذي كانوا يعبدونه-قالوا: أبْشِرْ, بدّلنا الله به ما جئت به, وقد بقيت منا بقايا-مِن شيخ كبير وعجوز كبيرة-متمسِّكون به, ولو قدمنا عليه, لهدمناه إن شاء الله, فقد كنا منه في غرور وفتنة.
فقال لهم رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (وما أعظم ما رأيتم من فتنته ؟) قالوا: لقد رأيتنا أَسْنَتْنَا حَتَّى أكلنا الرِّمة فجمعنا ما قَدَرْنا عليه, وابتعنا به مائة ثور ونحرناها" لعم أنس" قرباناً في غداةٍ واحدةٍ, وتركناها تَردُها السباع, ونحن أحوَجُ إليها من السباع, فجاءنا الغيثُ مِن ساعتنا, ولقد رأينا العُشْبَ يُواري الرجالَ ويقول قائلنا: أنعم علينا " عم أنس " وذكروا لرَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-ما كانوا يقسمون لصنمهم هذا من أنعامهم وحروثهم, وأنهم كانوا يجعلون من ذلك جزءاً له وجزءاً لله بزعمهم, قالوا: كنا نزرع الزرع فنجعل له وسطه فنسميه له ونسمي زرعا آخر حجرة لله, فإذا مالت الريح فالذي سمينا لله جعلناه لعم أنس, وإذا مالت الريح فالذي جعلناه لعم أنس لم نجعله لله, فذكر لهم رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-أن الله أنزل علي في ذلك: {وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُواْ هَذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} (136) سورة الأنعام . قالوا: وكنا نتحاكم إليه فيتكلم, فقال رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تلك الشياطين تكلمكم), وسألوه عن فرائضِ الدِّينِ, فأخبرهم وأمرهم بالوفاء بالعهد, وأداء الأمانة, وحسن الجوار لمن جاوروا, وأن لا يظلموا أحداً. قال: (فإن الظلم ظلمات يوم القيامة(2)), ثم ودعوه بعد أيام وأجازهم, فرجعوا إلى قومهم فلم يحلوا عقدة حَتَّى هدموا " عم أنس".(3)
قدوم وفد محارب على رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-
قدم على رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- عام حجة الوداع وفدُ بني مُحارب, وهم كانوا أغلظَ العرب, وأفظَّهم على رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- في تلك المواسم أيام عرضه نفسه على القبائل, يدعوهم إلى الله, فجاء رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- منهم عشرةٌ نائبين عمن وراءهم من قومهم, فأسلموا وكان بلال يأتيهم بغداءٍ وعشاءٍ إلى أن جلسوا مع رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يوماً من الظهر إلى العصر, فعرف رجلاً منهم فأمدَّه النظرَ, فلما رآه المحاربي يُديم النظرَ إليه, قال: كأنك يا رَسُول اللهِ تَوَهَّمُني؟ قال: (لقد رأيتك), قال المحاربي: أي والله لقد رأيتني وكلمتني, وكلمتك بأقبح الكلام, ورددتك بأقبح الرد بعكاظ, وأنت تطوف على الناس, فقال رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (نعم), ثم قال المحاربي: يا رَسُول اللهِ ما كان في أصحابي أشدُّ عليك يومئذٍ ولا أبعد عن الإسلام مني, فأحمد الله الذي أبقاني حَتَّى صدَّقتُ بك, ولقد مات أولئك النفر الذين كانوا معي على دينهم, فقال رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (إن هذه القلوب بيد الله عز وجل), فقال المحاربي: يا رَسُول اللهِ استغفر لي من مراجعتي إياك, فقال رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (إن الإسلام يجب ما كان قبله من الكفر), ثم انصرفوا إلى أهليهم.(4)
قدوم وفد صُدَاء في سنة ثمان على رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-
قَدِم على رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وفد صُدَاء في سنة ثمان، وذلك أنه لما انصرف من الجِعِرَّانة بعثَ بعوثاً وهيأ بعثاً استعمل عليه قيس بن سعد بن عبادة, وعقدَ له لواء أبيضَ ودفع إليه رايةً سوداء, وعسكر بناحية قناة في أربعمائة من المسلمين, وأمرَه أن يطأ ناحية من اليمن كان فيها صُدَاء, فقدم على رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- رجلٌ منهم وعلم بالجيش, فأتى رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فقال يا رَسُول اللهِ: جئتك وافداً على من ورائي فاردد الجيش, وأنا لك بقومي فرد رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قيس بن سعد من صَدْرِ قَنَاة, وخرج الصُّدائي إلى قومه, فقدِم على رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- خمسة عشر رجلاً منهم, فقال سعد بن عبادة: يا رَسُول اللهِ! دعهم ينزِلوا عليَّ فنزلُوا عليه, فحيَّاهم وأكرمهم, وكساهم, ثم راح بهم إلى رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فبايعوه على الإسلام فقالوا: نحن لك على من ورَاءَنا من قومنا, فرجعوا إلى قومهم ففشا فيهم الإسلام, فوافى رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- منهم مائةُ رجل في حجة الوداع, ذكر هذا الواقدي عن بعض بني المُصْطَلِق, وذكر من حديث زياد بن الحارث الصدائي أنه الذي قدم على رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فقال له اردد الجيش, وأنا لك بقومي فردهم, قال: وقدم وفد قومي عليه, فقال لي: (يا أخا صُدَاء إنك لمطاع في قومك؟), قال قلت: بل يا رَسُول اللهِ مِن الله -عز وجل- ومِن رسوله, وكان زيادٌ هذا مع رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- في بعض أسفاره, قال: فاعتَشى رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- أي سار ليلاً, واعتشينا معه, وكنت رجلاً قوياً, قال: فجعل أصحابه يتفرقون عنه, ولزمت غرزه, فلما كان في السحر قال: (أذن يا أخا صُدَاء) فأذَّنْت على راحلتي, ثم سرنا حَتَّى ذهبنا, فنزل لحاجته, ثم رجع, فقال: (يا أخا صُدَاء هل معك ماء؟) قلت: معي شيء في إداوتي, فقال: (هاته), فجئت به فقال: (صب) فصببت ما في الإداوة في القعب, فجعل أصحابه يتلاحقون, ثم وضع كفه على الإناء فرأيت بين كل أصبعين من أصابعه عيناً تفور, ثم قال: (يا أخا صُدَاء لولا أني أستحي من ربِّي-عز وجل-لسقينا واستقينا), ثم توضأ وقال: (أذن في أصحابي, من كانت له حاجة بالوضوء فَلْيَرِدْ), قال: فوردُوا من آخرهم, ثم جاء بلال يُقيم, فقال: (إنَّ أخَا صُدَاءٍ أَذَّنَ, وَمَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ(5)) فأقمتُ, ثم تقدَّم رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-فصلى بنا, وكنت سألته قبل أن يؤمِّرَني على قومي, ويكتب لي بذلك كتاباً ففعل, فلما فرغ من صلاته قام رجل يتشكى من عامله, فقال يا رَسُول اللهِ! إنه أَخذنا بذُحُولٍ كانت بيننا وبينه في الجاهلية, فقال رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-لا خيرَ في الإمارة لرَجُلٍ مسلم, ثم قام آخر, فقال: يا رَسُول اللهِ! أعطني من الصدقة, فقال رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (إنَّ الله لم يَكِلْ قِسْمَتَهَا إلى مَلَكٍ مُقَرَّبٍ, ولا نَبِي مُرْسَل حَتَّى جَزَّأَهَا ثَمَانِيَة أَجْزَاءٍ, فإنْ كُنْتَ جُزْءاً منها أَعْطَيْتُكَ, وإنْ كُنْتَ غَنِيَّاً عنها, فإنَّما هِي صُداعٌ في الرَّأْسِ, ودَاءٌ في البَطْن)، فقلت في نفسي: هاتان خصلتان حين سألت الإمارة, وأنا رجل مسلم, وسألته من الصدقة وأنا غني عنها, فقلت: يا رَسُول اللهِ! هذان كتاباك فاقبلهما, فقال رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- (ولم ؟) فقلت: إني سمعتك تقول: لا خير في الإمارة لرجل مسلم, وأنا مسلم, وسمعتك تقول: من سأل من الصدقة وهو غني عنها فإنما هي صداع في الرأس وداء في البطن وأنا غني, فقال رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (أَمَا إنَّ الَّذِي قلتُ كَمَا قُلتُ) فقبلهما رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-, ثم قال لي: (دُلَّني على رجُلٍ مِنْ قَوْمِكَ أَسْتَعْمِلُه), فدللتُه على رجل منهم فاستعملَه, قلت: يا رَسُول اللهِ! إن لنا بئراً إذا كان الشتاءُ كفانا ماؤها, وإذا كان الصيفُ, قَلَّ علينا, فتفرقنا على المياه, والإسلام اليوم فينا قليل, ونحن نخاف فادع الله-عز وجل-لنا في بئرناً فقال رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ناوِلني سَبْعَ حَصَيَاتٍ) فناولتُه فَعَرَكَهُنَّ بيده ثم دفعهن إليَّ وقال: (إذا انتهيتَ إليها, فألقِ فيها حصاةً حصاةً وسمِّ الله) قال: ففعلت, فما أدركنا لهَا قعراً حَتَّى الساعة(6).
الفوائد والحكم من هذه القصة:
1- استحباب عقد الألوية والرايات للجيش, واستحباب كون اللواء أبيض وجواز كون الراية سوداء من غير كراهة.
2- قبول خبر الواحد فإن النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- رد الجيش من أجل خبر الصدائي وحده.
3- جواز سير الليل كله في السفر إلى الأذان فإن قوله: " اعتشى" أي سار عشية ولا يقال لما بعد نصف الليل.
4- جواز الأذان على الراحلة.
5- طلب الإمام الماء من أحد رعيته للوضوء وليس ذلك من السؤال.
6- أنه لا يتيمم حَتَّى يطلب الماء فيعوزه.
7- فوران الماء من بين أصابعه-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-لا من خلال اللحم والدم.
8- جواز شكاية العمال الظلمة ورفعهم إلى الإمام والقدح فيهم بظلمهم, وأن ترك الولاية خير للمسلم من الدخول فيها, وأن الرجل إذا ذكر أنه من أهل الصدقة أعطي منها بقوله ما لم يظهر منه خلافه.
9- أن الشخص الواحد يجوز أن يكون وحده صنفاً من الأصناف لقوله: إن الله جزأها ثمانية أجزاء فإن كنت جزءاً منها أعطيتك.
10- جواز إقالة الإمام لولاية من ولاه إذا سأله ذلك.
11- استشارة الإمام لذي الرأي من أصحابه فيمن يوليه(7).
| |
|