الصوفية أبعد الطوائف عن الشرك الخفي فضلا عن الجلي

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد
لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل الخلق أجمعين ,
وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين , ورضى الله عن مولانا الامام شيخي
وسندي وسيدى إسماعيل الهادفي رضي الله عنه وعن سائر الخلفاء أجمعين وبعد:
يقول إبن عطاء اللّه الإسكندري رضي الله عنه في الحكم:
- الأعمال صور قائمة وأرواحها وجود سرّ الإخلاص فيها.
- تنوّعت أجناس الأعمال بتنوّع واردات الأحوال.
لكل
جنس من الأعمال صورة، وهي مظهر العمل كصورة الصلاة والحج والجهاد، وكما
أنّ لكل الصور الجسدية كالحيوان والإنسان أرواح، كذلك الصور العملية لها
أرواح، فالصور الجسدية أرواحها تلك اللطيفة النورانية والصور العملية
أرواحها وجود سر الإخلاص فيها.
وكلّ الـنّاس تعمل، فمنهم من يريد بعمله الـدّنيا ومنهم من يريد به الآخرة .
يشبّه
صاحب الحكم رضي الله عنه الأعمال بالأجساد الحيّة ولكن حياتها بوجود
الأرواح فيها، فإذا كانت الأرواح مشـعّة في الأجساد كانت الأجساد حيّة ولها
اعتبارها وقيمتها، وإذا كانت الأجساد خالية من الأرواح كانت الصّورة صورة
أجساد ولكن لا بها يُعمل ولا عليها يُعوّل، كذلك الأعمال لا تُعتبر قيمتها
إلاّ بقدر ما اُشتملت عليه من إخلاص وهو تبرئة العمل من جميع النّوايا
والمقاصد والأغراض النّفسانية، والقيام به ابتغاء وجه اللّه تعالى ولا يكون
لطمع في ثواب أو لخوف من عقاب وإنّما عبودية وامتثالا لأمر الله وخالصة
لوجهه لقوله تعالى: {وما أمروا إلاّ ليعبدوا اللّه مخلصين له الدّين حنفاء}
(5 البينة) أي لا غاية له من وراء ذلك إلاّ ابتغاء مرضاة الله، يقوم
بالعمل امتثالا فقط، بعيدا عن الشرك الجلي والخفيّ وهو الذي كنّا نذكر،
أمرني مثلا بالصّلاة فأصلّي لا خوفا ولا طمعا، فإن يثب فبمحض الفضل وإن
يعذّب فبمحض العدل.
هذا هو المطلوب من المنتهجين نهج السالكين البعد عن الأطماع والمقاصد الدّنية، تعبد الله لله فقط.
أمّا
أهل الإحسان أونقول أهل المشاهدة والعيان فيحذرون مشاهدة السّوى أي لا
يرون غير الحق في الذات والصفات والأفعال فإذا حصل هذا السوى لأحدهم يرجع
لا محالة إلى الشرك حيث الإثنينية والحيز والفصل... ويصل به إلى الإعتراض
على الحقّ وهي أخبث صفة، أيقرّبك إليه ويجعلك في هذا المقام ثم تنازعه في
ملكه... ألم يقل: {لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسأَلون} (23 الأنبياء).
ليسوا
مخطئين من قالوا: حكم التّصوّف الوجوب. فلا يخرج من هذه الورطة إلاّ
التصوّف، فالصّوفي الحقيقي لا تجد عنده إلحادا ولا حلولا ولا شركا خفيا
فضلا عن الشرك الجليّ.
وأرجو من الله الكريم الجواد أن يمن علينا فهم المقصد والمراد والسكنى مع المصطفين وأخيارالعباد والبعد عن أهل الجهل والجدل العناد

منقووووووووووووووووول

أخى الفاضل بارك الله فيك وجزاك الله خيراً
تسلم الأيادى على مجهودك الرائع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وفقنا الله جميعاً لرقى المنتدى

» ختم الخواجكان الكبير (الخفي)
» الشرك الأكبر والشرك الأصغر
» هذا شأن الصوفية