وهو من دخل النار من أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي بعث إليها في مشارق الأرض ومغاربها
فكما طهر الله بيت النبوة في الدنيا بما ذكرناه بما يليق بالدنيا
كذلك الذي يليق بالآخرة
انما هو الخروج من النار فلا يبقى في النار موحد ممن بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
بل ولا أحد ممن بعث إليه يبقى شقياً ولو بقي في النار
فانها ترجع عليه برداً وسلاما من بركة أهل البيت في الآخرة
فما أعظم بركة أهل البيت فانه من حيث بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
انطلق على جميع من في الأرض من الناس أمة محمد إلى يوم القيامة
فالمؤمنون به منهم يحشرون معه وغير المؤمنين به يحشرون إليه
وقد أعلم انه ما أرسل إلا رحمة للعالمين ولم يقل للمؤمنين خاصة
وقد قيل له لما دعا في الصلاة على رعل وزكوان وعصية
ما بعثك الله سباباً ولا لعانا أي طراد أي لا تطرد عن رحمتي من بعثتك إليه وان كان كافراً
وانما بعثتك رحمة وهو قوله " وما أرسلناك إلا رحمة "
فإذا حشروا إليه وهم أمته وهو بهذه المثابة من الرحمة التي فطر عليه
والرحمة التي بعث بها فيرحم منهم من يقتضي ذلك الموطن ان يرحم فانه حكيم
والذي لا يقتضي ذلك الموطن ان يرحمه يقول فيه سحقاً سحقاً أدباً مع الله
حتى يتجلى الحق في صفة غير تلك الصفة مما يقتضي الإسعاف في الجميع
فعند ذلك تظهر بركته ورحمته صلى الله عليه وسلم
فيمن بعث إليهم بما يرحمهم الله به وينقلهم من النار إلى الجنان
ومن حال الشقاء إلى حال السعادة وان كانوا مخلدين في النار
فان الحكم يقضي بحكم الموطن كرجل مقرب عند مليك
رأى الملك في حال غضب على عبد من عبيده فلا ينبغي له من الأدب ان يشفع فيه في تلك الحال
ولكن ينبغي له ان يقول أزيلوه من بين يدي الملك واجعلوه في الحبس وقيدوه
فانه لا يصلح لشئ من الخير هذا العبد الآبق الكافر
نعمة سيده كل ذلك بمرءى من سيده
فإذا تجلى ذلك السيد في حال بسط ورضى وزال ذلك العبد إلى السجن والقيد
وبعد عن الرحمة وان كان في رحمة حينئذ
يليق بهذا المقرب ان يقول للسيد
يا مولانا فلان على كل حال هو عبدك وما له راحم سواك وإلى من يلجأ ان طردته
ومن يوسع عليه ان ضيقت عليه وهو محسوب عليك
وفي هذا من العار بالحضرة ان يقال فيه انه لم يحترم سيده إذا رئ معاقباً
والحضرو أجل من ان يقال عنها انها لم تحترم فإذا عفوت عنه وألحقته بالسعداء استتر الأمر
وانا يا مولاي أغار ان ينسب إلى هذه الحضرة ما يشينها
ومثل هذا الكلام مع البسط الذي هو عليه السيد واقتضى الموضع الشفاعة فيه
فيأمر السيد فيصير له ذلك الدار والمنزل ملكاً ويهبه له ربه ملكاً ويرجع عذابه نعيما
وهو أبلغ في القدرة هذا ان كانت تلك الدار سكناه أو بأخراجه إلى منازل السعداء
فهكذا الناس يوم القيامة في بركة أهل البيت
ممن بعث إليه صلى الله عليه وسلم
فما أسعد هذه الأمة فان اعتبر الله البيت اعتبار الباطن
إذ كان كل شرع متقدم شرع محمد صلى الله عليه وسلم بمنزلة طلوع الفجر إلى حين طلوع الشمس
فكان ذلك الضوء وتزايده من الشمس
فتكون أمة محمد صلى الله عليه وسلم من آدم إلى آخر انسان يوجد
فيكون الكل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فينال الكل بركة أهل البيت
فيسعد الجميع ألا تراه يقول يوم القيامة انا سيد الناس