الحمـد لله أهـل الحمــد والثنــاء
المتفــرد بـرداء الكبريـاء
المتوحـد بصفـات المجـد والعـلاء
المؤيد لعباده بقوة الصبر على السراء والضراء
والشكـر علـى البـلاء والنعمـاء
اللهـم نحمدك حمـــد الشاكريـن
ونؤمـن بـك إيمان الموقنين
ونقــر بوحـدانيتـك إقرار الصادقيـن
وصل اللهم وسلم على محمد سيد الأنبياء والمرسلين
وعلى آله قادة البررة الأتقياء المؤمنين
وعلى صحابته السادة الأصفياء الموحدين
صلاة دائمة مصونة من الإنقضاء والإنقطاع إلى يوم الدين
ثم أما بعد أحبتي في الله ..
لقد مَنََّ الله تبارك وتعالى علينا بنعم كثيرة لا نُحصيها ومن بعض هذه النعم .... تتابع ثلاثة أشهر عظيمة .... رجب شهر الإسراء والمعراج وفرض أعظم فريضة- الصلاة - من فوق سبع سماوات ... وهاهو شهر شعبان ، شهر شُعِب الخير .... الشهر الذي يغفل عنه الكثير ما بين رجب ورمضـان والذى قال عنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه النسائي وأبو داود وابن خزيمه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن شهر شعبان : (( ذلك شهر يغفل الناس عنه الناس بين رجب ورمضان وترفع فيه أعمال الناس فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ))
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُحسن استغلال نهاره بالصيام وليله بالقيام فلُقب هذا الشهر بشهر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم يأتي شهر القرآن .. شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن ليكون مسك الختام ... فاللهم بلغنا رمضان و بارك لنا في كل أيامنا يا رحمن..
تعالوا بنا أحبائي في الله ... نتعرف على أهم أحداث شهر شعبان فى حياة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، فالحدث الأول : هو حدث تحول القبلة ، أما الحدث الثانى هو نزول آية الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ذلك الشهر المبارك .
ونبدأ بسم الله وأمره الحديث بالكلام أولا عن حدث تحويل القبلة ثم نستكمل بعد ذلك بالحديث عن الحدث العظيم وهو نزول آية الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم لعلنا نلحق الاستفادة من شهر شعبان قبل أن يمضى بسرعة كما مضى شهر رجب .
وللحديث عن القبلة نقول أن للقبلة أيها الأحباب تاريخ ذكر فــي القرآن و السنة : فعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَنَزَلَ قوله تعالى : ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ وَقَدْ صَلَّوْا رَكْعَةً فَنَادَى أَلا إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ فَمَالُوا كَمَا هُمْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ ( رواه مسلم )
لذلك فانه حين نزلت آية التحويل وأطاع المسلمين الذين كانوا بعيدين عن المدينة مدحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : (( أولئك رجال يؤمنون بالغيب ))
وقيل نزل ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سلمة وهو في صلاة الظهر بعد ركعتين منها فتحول في الصلاة فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين واستدلوا بقوله جل وعلا : { وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ }البقرة143
وقد اختلفوا حين فرضت الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة هل كانت إلى بيت المقدس أو إلى مكة ، وكان الخلاف على قولين فقد قالت طائفة إلى بيت المقدس وبالمدينة سبعة عشر شهرا ثم صرفه الله تعالى إلى الكعبة قاله ابن عباس وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة أراد أن يستألف اليهود فتوجه إلى قبلتهم ليكون ذلك أدعى لهم فلما تبين عنادهم وأيس منهم أحب أن يحول إلى الكعبة فكان ينظر إلى السماء وكانت محبته إلى الكعبة لأنها قبلة إبراهيم .. وقيل لأنها كانت أدعى للعرب إلى الإسلام وقيل مخالفة لليهود .
وروى مالك عن سعيد بن المسيب أن تحويلها قبل غزوة بدر بشهرين قال إبراهيم بن إسحاق وذلك في رجب من سنة اثنتين وقال أبو حاتم البسي صلى المسلمون إلى بيت المقدس سبعة عشر شهرا أو ثلاثة أيام سواء وذلك أن قدومه المدينة كان يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول وأمره الله عز وجل باستقبال الكعبة يوم الثلاثاء للنصف من شعبان . ( والله أعلم بالتاريخ الحقيقي) .
أحبتي في الله ...
لقد كان المسلمون منذ هاجروا إلى المدينة يتجهون فى صلاتهم إلى بيت المقدس وظلوا على ذلك ستة عشر شهرا ثم أذن الله تعالى بالتحويل إلى الكعبة المشرفة ونزل قول الله تعالى بالتحويل الذي كان عنوانا لاستقلال الأمة الإسلامية وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال :
(( إنهم لا يحسدوننا على شئ كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله إليها وضلوا عنها وعلى القبلة التي هدانا الله إليها وضلوا عنها وعلى قولنا خلف الإمام آمين ))
وعلى اثر تحول القبلة قال المسلمون : ( سمعنا وأطعنا ) وقال المشركون :
( كما عاد لقبلتنا أوشك أن يعود لعقيدتنا ) وقال اليهود : ( انه تحول عن قبلة الأنبياء قبله ولو كان نبيا ما تحول عنها ) وقال المنافقون : ( لا ندرى أين يتجه فان كانت الأولى حقا فقد حاد عنها
وان كانت الثانية فقد كان على باطل )
ويرد الله جل وعلا فيقول :
{ سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }البقرة142
وثبت المؤمنون فكان تحويل القبلة هو الأمر الثالث بعد الإسراء والهجرة وكان جزاء الثبات أن انتصر المؤمنون فى غزوة بدر الكبرى ، قال جل وعلا واصفا هؤلاء المؤمنين : { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ }التوبة124 ـ 125
وصف الله المنحرفين بالسفاهة لان السفيه يحيد عن الحق لقوله تعالى {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ }البقرة130
ووصف المنافقين فقال :
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء
أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ }البقرة13
وعندما سأل السفهاء كما اخبر الله تعالى :
{ سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا }البقرة142
ولم يرد الله عليهم ردا مباشرا حتى يكبتهم وانما أشار إلى أن كل اتجاه قبلة وكل مكان مصلى فقال : { قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }البقرة142
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء من قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فحيثما رجل أدركته الصلاة فليصل حيث كان ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث في قومه خاصة ، وبعثت للناس كافة )) .
أحبتي في الله ...
إن أهل الكتاب يعلمون أن القبلة حق وأن محمدا حق وفى ذلك قال رب العزة جل شأنه : { وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ }البقرة144
وقد أوصى الله رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بأن يتمسك بقبلته وهديه وألا يهتم بقول اليهود فهم لن يقبلوا دينه أبدا وهم مختلفون مع النصارى وفى ذلك قال الله تعالى : {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ }البقرة145
لذلك فلم يكن تحويل القبلة إلا لبيان من يثبت على العقيدة وابراز صلابة المسلمين ، قال جل وعلا : { وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }البقرة143
أحبتي في الله ...
روى عن أبى ذر الغفاري رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال( ثلاثة يُحبهم الله: قوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحبُ إليهم مما يُعدل به, فوضعوا رءوسهم, فقام أحدهم يتملقني ( أي يتضرع إلىّ بالثناء والدعاء , ويتلو آياتي ) وقوم كانوا في سرية فانهزموا, فتقدم أحدهم فلقي العدو فصبر حتى قُتل, وقوم جاءهم سائل فسألهم فلم يعطوه فانفرد أحدهم حتى أعطاه سراً, فهؤلاء الثلاثة انفردوا عن رفقتهم بمعاملة الله سراً بينهم وبينه, فأحبهم الله فكذلك من يذكر الله في غفلـة النـاس, أو من يصوم في أيام غفلة الناس عن الصيام )) .
وروى عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال : (( ما من يوم ينشق فجره إلا ينادى ويقول : يا بن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فتزود منى فأنى إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة )) .
فنحمد الله أن مد في أعمارنا وأنعم علينا حتى أظلنا شهر شعبان الذي أحاطه الله بشهرين عظيمين هما شهر الله الحرام رجب وشهر مبارك هو شهر رمضان ، فعلينا أحبائي في الله ... أن نغتنم تلك الأيام الفاضلة الشريفة بالأعمال الصالحة مخلصين لله تبارك وتعالى متأسين فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم سائلين الله عز وجل أن يمن علينا بأن يبلغنا رمضان .
وليعلم كل مغرور بطول الأمل , مسروراً بسوء العمل ، أن العمر مهما طال قصير فليكُن من الموت على وَجَل , فما تدرى نفسر متى يهجم الأجل .
فكل امرىء مُصبح في أهله***والموت أدنى من شِراك نعلِه
أيها الأحبة في الله ...
تعرضوا لنفحات ربكم واجتهدوا في أيامه التي فضّلها عن سائر الأيام واتقوا الحي الذي لا ينام ... وذلك بكثرة الصلاة ... وذكرِ اللهِ والناس نيام لتفوزوا بصحبة خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . قال تعالى: (( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ )) الحديد16
ومادمنا نتحدث عن قبلة المسلمين فلا بد لنا من ذكر الكعبة المشرفة أطهر بقعة على وجه الأرض وأول بيت لله وذلك لقوله جل وعلا : {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ }آل عمران96 ولذا فقد امتن الله على قريش ذا البيت وما حوله حيث قال عز من قائل : {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِل ِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ }العنكبوت67
كذلك فان تحويل القبلة لم يكن المقصود به هو بناء الكعبة ذاته ولكن الاتجاه إلى الله جل شأنه ، قال جل وعلا : { لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ
وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ
وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء
وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } البقرة177
كذلك أحبتي في الله ...
فإن الاتجاه إلى القبلة دليل وحدة الآمة والخضوع لله تعالى الذي لا يحده مكان ولا زمان قال رب العزة جل وعلا :
{وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ
إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة115
وللحديث بقية لنستكمل الحديث عن المنة والنفحة الالهية الكبرى
بنزول آية الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم
********
اللهم بارك لنا فيما بقى من شعبان وبلغنا رمضان
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات
اللهم اجمع شتات المسلمين ووحدهم على كلمة
لا إله إلا الله
اللهم فرج كُربات المسلمين
واجزنا اللهم خير الجزاء
وادفع عنا بفضلك كل بلاء
وحقق لنا يا ربنا كل رجاء