مرتبة الوتدية :
ويرى الشيخ ابن عربي أن مرتبة الخضر في الدولة الروحية هي ( الوتدية ) فيقول :
اعلم
- أيها الولي الحميم أيدك الله - أن هذا الوتد هو خضر ، صاحب موسى {عليه
السلام} أطال الله عمره إلى الآن ، وقد رأينا من رآه ، واتفق لنا من شأنه
أمر عجيب ... .
مرتبة أقطاب أهل البيت :
ويرى الشيخ ابن عربي أن الخضر واحد من الأقطاب الذين ورثوا شرف مقام أهل البيت ،
حاله في ذلك المقام ، حال سلمان الفارسي ، فيقول عن سلمان :
ومن هؤلاء الأقطاب وهم آل البيت ورث سلمان مقام أهل البيت ... .
ويقول عن الخضر :
ولما بينت لك أقطاب هذا المقام مقام الوراثة وأنهم عبيد الله المصطفون الأخيار ،
فاعلم أن أسرارهم الأقطاب السليمانيين التي اطلعنا عليها ، تجهلها العامة ،
بل أكثر الخاصة التي ليس لها هذا المقام ، والخضر منهم ،
وهو من أكبرهم أي من أكبر الورثة لمقام أهل البيت .
وقد شهد الله له ، أنه آتاه رحمة من عنده وعلمه من لدنه علماً .
اتبعه فيه كليم الله موسى {عليه السلام}
الذي قال فيه : لو كان موسى حياً ما وسعه إلا أن يتبعني ،
والمعنى : أن موسى {عليه السلام} ما تبع الخضر إلا لأنه من أكابر أقطاب الوراث المحمديين ،
ولا يهم في هذه الأمور تقدم الزمان أو تأخره .
ويرى الشيخ أن لهذه القطبية أسراراً كثيرة شارك أصحابها فيها آل البيت ،
- ومن أسرار آل البيت : الاطلاع على صحة الشرع من غير طريق النظر ،
وهذا علم لا يخفى ما للخضر فيه من باع طويل قد ورثه منهم .
ويقول : ومن أسرار الاطلاع على صحة ما شرع الله لهم في هذه الشريعة من حيث لا تعلم العلماء بها .
- ومن أسرارهم أيضاً : إصابة أهل العقائد فيما اعتقدوه في الجناب الإلهي ،
وما تجلى لهم حتى اعتقدوا ذلك .
الإشارات في قصة الكليم والخضر
إشارة القصة عند ابن عربي
في مجال الآداب الصوفية استنبط الشيخ من هذه القصة تنزيه الرب من العيب ونسبه للعبد ،
وذلك من خلال ثلاث كلمات قالها الخضر {عليه السلام} وهي : -
1 - فأردت أن أعيبها .
2 - فأردنا أن يبدلهما ربهما .
3 - فأراد ربك .