مراقبة اللطائف في الطريقة النقشبندية

الحمدلله والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اما بعد:-

اعلم رحمك الله ان السالك الداخل في هذه الطريقة العلية النقشبندية بعد اخذ البيعة من شيخه عليه السير في هذه المقامات 0
وهي خمسة وثلاثون مقاما نذكرها بالاختصار 0
فمن اراد الوصول الى درجات الكمال وحصول القرب من ذي العزة والجلال فعليه طي هذه المقامات0




المقام الأول :-


لطيفة القلب

وهذه اللطيفة مكانها تحت الثدي الأيسر بفاصلة أصبعين الى جهة الجنب0
يلا حظ في هذه اللطيفة بعد غمض العينين وضم الشفتين والصاق رأس اللسان بالحنك الأعلى ان حركة القلب تقول الله000الله000الله000

وأن يكون الجلوس لهذا المقام في مكان هاديء ساكن وفي حالة طهارة مستقبلا القبلة 0

وليس للجلسة كيفية خاصة بل يجلس حسب استطاعته 0
ويكثر من هذا الذكر حتى يخرج القلب من صبغته الظاهرة كمضغة ويرجع الى اصله0

وعلامة حصول لتمام هذا المقام عدم الالتفات الى الأمور الدنيوية واتجاه القلب الى الا خرة


المقام الثاني:-


لطيفة الروح

ومحلها تحت الثدي ألأيمن بفاصلة اصبعين من جهة الجنب ويلاحظ فيها مجيء الفيوضات والأنوار حتى تجري بذكر الله تعالى مثل لطيفة القلب0
وعلامة جريان هذه اللطيفة خلوا السالك من الغضب والشدة وميل طبعه الى الحلم والأناة واتباع الشريعة
المقام الثالث:
لطيفة السر0
ومحلها بجانب الثدي الأيسر جهة الصدر0
ويلاحظ فيها مجيء الفيوضات والأنوار كلطيفة القلب والروح0
وعلامة جريانها بذكر الله تعالى أن يحصل للطالب السالك فيها الذوق والشوق ومشاهدة بعض الأنوار وان يقل في طبعه الحرص ويزيد ميوله الى الشريعة0

ملاحظة :طريقة مراقبة اللطائف مثل مراقبة القلب اللهم الا تغيير الوجهة الى مكان اللطيفة

المقام الخامس

لطيفة الأخفى

ومحلها وسط الصدر0

والسير في هذه اللطيفة مقام اعلى 0

وقال بعض العارفين: إن هذا المقام هو ولاية سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم0

وعلامة جريان الذكر في هذه اللطيفة أن يحصل للسالك الحضور مع الله تعالى

وجمعية القلب، وينعدم عنده الكبر والخيلاءوالفخر والرياء0

طوبى لمن له هذا المقام ولمن رآه0

ملاحظة

جميع اللطائف الخمسة التي سبق التعريف بها هي لعالم الأمر ولها اصول ترجع اليها وتستمد منها0

فأصل لطيفة القلب تجلي أفعال الله تبارك وتعالى0

وأصل لطيفة الروح تجلي الصفات الثبوتية0

وأصل لطيفة السر تجلي الشؤون الذاتية0

وأصل لطيفة الخفي تجلي الصفات االسلبية0

وأصل لطيفة الأخفى تجلي الشأن الجامع0

وهذه اللطائف حينما تحصل لها النورانية ترجع إلى اصولها وتفنى فيها 0

ولهذا ينبغي على الشيخ أن يؤكد على مريديه الجد والاجتهاد في هذه المراقبات , ولا ينقله من لطيفة البى اخرى حتى يحصل لها الفناء في اصلها0

المقام السادس
لطيفة النفس
وقد اختلفت الصوفية في مكان هذه اللطيفة
فقال بعضهم مكانها تحت السرة باصبعين0
ولكن حسب تحقيق الامام الرباني مجددالألف الثاني الامام احمد السرهندي رحمه الله ورضي عنه
ان مكانها وسط الجبهة
قال رحمه الله: إن وسط الجبهة رأس هذه اللطيفة وتحت السرة جسمها وجسدها0
وهذا المقام لا يحس فيه السالك بالذكر ولكن يحصل له الجذب والشوق الى الذكر0

المقام السابع
لطيفة القالبية
ويقال لهذا المقام سلطان الأذكار
ومحل هذه اللطيفة جميع البدن الانساني
وقال البعض ان مكانها في وسط الدماغ في ام الرأس

وبجريان هذه اللطيفة بالذكر يحس السالك بجريان الذكر في جميع اجزاء جسمه0
وعلامة حصول الذكر في هذا المقام أن السالك يشعر بحركة الذكر تارة في جانبه الأيمن وتارة في جانبه الأيسر , وتارة في يده اليمنى وتارة في يده اليسرى وتارة في جسده كله0

المقام الثامن النفي والاثبات
وطريقه بلسان الحال لا بلسان المقال
وهو ان يحبس السالك نفسه ويقول بلسان الحال والخيال
(لا) يأخذها من السرة الى وسط الدماغ-ام الرأس-ثم (اله) من وسط الدماغ –ام الرأس- الى الكتف الأيمن ثم (الا الله) من الكتف الأيمن مارا على لطائف الأمر الخمس كلها بحيث يضرب ب(الا الله) على لطيفة القلب0
ويكرر هذا الذكر في نفس واحد من ثلاث الى إحدى وعشرين مرة
ويلاحظ هنا امرين:
1- الوقوف العددي وهو ان يكون وترا
2- الوقوف القلبي وهو ان يتجه بكليته الى قلبهوبقلبه الى الحق تبارك وتعالى0
وهذه الكيفية علمها الخضر عليه السلام للامام العارف الشيخ عبد الخالق الغجدواني رضي الله عنه
وربما يحصل للسالك في هذا المقام شيء من الكشوفات ولكن لا يلتفت اليه لأنه امر عارض وليس مقصودا في الطريق
المقام التاسع

تهليل اللسان:-
وهو ذكر (لا اله الا الله)
وأقل عدده 1100الف ومائة وأعلى عدده 5000خمسة الاف مرة
وليس بشرط ان يكون يكون في وقت واحد بل يمكن أن يوزعه في اليوم والليلة حسب التيسير والإستطاعة0

المقام العاشر
مراقبة الأحدية:-
وفي هذا المقام يراقب السالك بانه تأتي الفيوضات والأنوار الى قلبه من الذات المقدسة والصفات العلية التي هي جامعة الكمالات ومنزهة من جميع العيوب والنقائص
وهي مسمى الاسم المبارك (الله)0
وينوي مجيء الفيوضات والأنوار بلسان الحال لا بلسان المقال0
ويحصل للسالك في هذا المقام جمعية القلب وحضوره وقربه من الله تبارك وتعالى0
وعلامة صحة هذا المراقبة
ان السالك يخلو قلبه من الخطرات ، ويحصل له الصفاء والأنس بالله تبارك وتعالى حتى ينسى ما سوى الله تبارك وتعالى

المقام الحادي عشر

مراقبات المشارب

اولا على لطيفة القلب:-
وهي مراقبات على لطائف عالم الأمر الخمسة على النحو التالي:-
ينوي السالك بلسان الحال ويجعل لطيفة فلبه بحذاء لطيفة قلب سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم ويقول بلسان الحال:-
إلهي تجليات صفات الأفعال وفيوضاتها وأنوارها التي اوصلتها من لطيفة قلب سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم الى لطيفة قلب سيدنا ادم عليه السلام بواسطة مشائخ السلسلة الكرام رضي الله عنهم اوصلها الى لطيفة قلبي ونور بها فؤادي0
وعلامة صحة هذه المراقبة أن السالك المريد تختفي عنه أفعاله وأفعال جميع المخلوقات ولا يرى الا فعل الله تبارك وتعالى ، ويرى جميع الكائنات مظهرا لذات الحق سبحانه وتعالى 0
وينسى ما سواه ويصل الى درجة الفناء حتى لو اراداظهار الكائنات من جديد فإنه يعجز عن ذلك ولا تظهر معه0 ويغيب عنه سرور الدنيا وهمها ولا يتأثر قلبه بشيء منها سرورا وغما0

المقام الثاني عشر:-
وهو ثاني مراقبات المشارب وهو على لطيفة الروح
بحيث يجعل السالك لطيفة روحه بحذاء لطيفة روح سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم ويقول بلسان الحال:-
إلهي تجليات الصفات الثبوتية وفيوضاتها وأنوارها التي اوصلتها من لطيفة سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم إلى لطيفة سيدنا نوح عليه السلام وسيدنا ابراهيم عليه السلام
بواسطة مشائخ السلسلة الكرام أوصلهاالى لطيفة روحي0
وعلامة صحة هذه المراقبة :
ان تغيب عن السالك جميع صفاته وجميع صفات المخلوقات0
ويتحقق للسالك في هذا المقام التوحيد الوجودي لله تبارك وتعالى

المقام الثالث عشر
وهو ثالث مراقبات المشارب
وهو على لطيفة السر
وهو ان يجعل السالك لطيفة سره بحذاء لطيفة سر سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم ويقول بلسان الحال:-
إلهي تجليات الشؤون الذاتية وفيوضاتها وأنوارها التي اوصلتها من لطيفة سر سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم الى لطيفة سر سيدنا موسى عليه السلام بواسطة مشائخ السلسلة الكرام أوصلها الى لطيفة سري0
والمراد بالشؤون الذاتية : الذات المقدسة الموصوفة بالصفات الثبوتية
قال تعالى }كل يوم هو في شأن{
وهي النسبة المتوسطة بين الاسم والصفة مثل:
الخالقية والعالمية والرازقية00000000
وعلامة صحة هذه المراقبة:
ان يرى السالك في هذا المقام فناء نفسه في ذات الله سبحانه وتعالى من غير اتحاد ولا حلول وانما حبا وطاعة واتباعا0
وهو لا يرى في هذا المقام سوى ذات الحق سبحانه وتعالى رؤية تليق به جل جلاله0
ويستوي عند السالك في هذا المقام الذم والمدح لأنه مستغرق في ذات الله تبارك وتعالى0

المقام الرابع عشر
وهو رابع مقامات المشارب
وهو على لطيفة الخفي
وهو ان يجعل السالك لطيفة خفي نفسه بحذاء لطيفة خفي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويقول بلسان الحال:-
إلهي تجليات الصفات السلبية وفيوضاتها وأنوارها التي اوصلتها من لطيفة خفي سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم الى خفي لطيفة سيدنا عيسى عليه السلام بواسطة مشائخ السلسلة الكرام أوصلها الى لطيفة خفي نفسي0
ومعنى الصفات السلبية:
نفي الصفات التي لا تليق بذات الله تبارك وتعالى مثل الجسم والزمان والمكان000
وعلامة صحة هذه المراقبة ان يرى السالك أن الحق سبحانه وتعالى منفرد عن جميع الكائنات0