شكوت إلى شيخي تأخر الكشف ,
وقلت : لعل الباب مسدود لأهل هذا الزمان ؟ , رد علي قائلا : ( أنا عند ظن عبدي بي ) ,
واعلم أن الباب لم يغلق أبدا , العلة في مكان النظر وليست في الباب ,
اما وقد تشتت البصر في هذا الزمان إلى الأوثان , وصارت القلوب متعلقة بها , فقد قل الكشف .
قلت وما العمل : قال اشتري لك أخا والأفضل إخوان , وبهذا تختصر الأزمان , قلت أين اشتريهم ؟ ,
قال في سوق الحيرة والسؤال , قلت وما علامتهم ؟ ,
قال : لا يلهيهم شيء عن السؤال عن سبب خلقهم وخالقهم . قلت وهل هم كثر ؟ ,
قال : تجد في كل ألف ألف واحد , وذلك مرموز في كثرة الحديد وندرة الذهب .
قلت : زدني في وصفهم .
قال : أسال حبيبك ومولاك فقد أجابك منذ زمن بعيد : أنهم يدينون بدين الحب أنّى توجهت ركائبه , فالحب دينهم وإيمانهم .
قلت :وما هو ثمن شرائهم ؟
قال : الصفر . قلت : كيف ؟
قال : إن صرت صفرا أمام أخ واحد , أضيف الصفر إلى الواحد , فأصبحت رغبتك مضاعفة عشر مرات ,
وان اشتريت اثنين تضاعفت عشرين مرة وهكذا دواليك .
وبذلك تدخلون في محيط الدائرة التي تتوسطها النقطة .
قلت : أين ؟
قال : في الغار ولا تخف يكون الله معكم ثم بينكم
(ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا )