قال
سيدى بهاء الدين شاه نقشبند قدس الله سره : كل ما رُئى أو سُمع أو عُلم
حُجُب يجب نفيها بكلمة (لا) . وأما نفى الخواطر الذى هو الشرط الأعظم فى
السلوك فهو تصرف الإعدام فى وجود السالك ، وإذا لم يتيسر كمال تصرف الإعدام
الذى هو أثر الجذبة الإلهية ونتيجتها ، أى إذا لم يوجب نفى الخواطر العدمَ
فى وجود السالك ، فلا يتيسر السلوك بكماله ، لأن إيجاب العدم هو أثر
ونتيجة للجذبة الإلهية ، فقد سن الوقوف القلبى ، لكى يطالع أثر تلك الجذبة ،
ويستقر ذلك الأثر فى القلب ، وأما رعاية العدد فى الذكر القلبى فلأجل جمع
الخواطر التى اعتادت على التفرقة ، فإذا تجاوز العدد الحد المعروف الذى هو
واحد وعشرون ولم يظهر أثر الذكر كان ذلك دليلا على أن العمل لم يثمر فى
السالك شيئا ، فأثر الذكر هو انتفاء وجود البشرية وقت النفى ، ومطالعة أثر
من آثار تصرفات جذبات الألوهية حين الإثبات بدليل قوله تعالى {ما عندكم
ينفد وما عند الله باق} ، فينبغى أن يفهم معنى الآية بأن عسى أن تقبل من
المؤمنين أعمالهم الصالحة وأفعالهم الحسنة عند الله يوما ما ، وعلامة قبول
العمل أن ينتفى وجود البشرية عنده ، ويظهر أثر تصرف الجذبة الإلهية .
(الخواجه محمد بارسبا ، الرسالة القدسية ، ص 35 - 36) .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]