الليـــــل عند الشيخ محيي الدين بن العربي

مبحث صوفي : ( الليل )

عند الشيخ الأكبر ابن عربي

تقول الدكتورة سعاد الحكيم :

الليل والنهار من الثنائيات التي يكثر ابن عربي من استعمالها

( ليل نهار . غيب شهادة . بطون ظهور . جسم روح )

والتي يجعلها وجهي كل نشأة أو حقيقة .

1 . الليل والنهار = الجسم والروح .

قول في وجهي النشأة الإنسانية :

فليل هذه النشأة : جسمه الطبيعي ونهاره : ما نفخ فيه الروح العقلي

2 . الليل والنهار = الحس والعقل الصورة والروح الغيب والظهور

يقول في شرح الآية القرآنية التي دعا فيها نوح قومه :

ونوح دعا قومه

لَيْلاً : من حيث عقولهم وروحانيتهم فإنها غيب

ونهاراً دعاهم أيضاً : من حيث ظاهر صورهم وحسهم .

وما جمع نوح في الدعوة .. على حين

فما دعا محمد قومه ليلاً ونهاراً بل دعاهم : ليلاً في ونهار ونهاراً في ليل

تتردد عند ابن عربي عبارتان : الليل الإنساني - الثلث الأخير أو الثلث الباقي من الليل الإنساني أو الثلث الأخير من الليل .

فما هو الليل الإنساني ؟

يرى ابن عربي ان النشأة الإنسانية بجميعها : ليل

وقد قسمه ثلاث أثلاث

الثلث الأول : هو الهيكل الترابي أي الجسد .

الثلث الثاني : روحه الحيواني أي النفس .

الثلث الأخير : هو الروح المنفوخ أي الروح .

وهذا الثلث الأخير فيه يتنزل الحق يسأل عباده التائبين المستغفرين ليجود عليهم بالمنح ( حديث النزول الإلهي في الثلث الباقي من الليل الإنساني )

يقول : النشأة الإنسانية بجميعها : ليل

وفي الثلث الآخر منها يكون النزول الإلهي لينيله أجزل النيل

ولم يكن الاخر إلا : الروح المنفوخ الذي له الثبات والرسوخ والعلو على الثلثين ...

فالثلث الأول : هيكله الترابي

والثلث الثاني : روحه الحيواني

والثلث الأخير به كان إنساناً ... .

يقول : ... إلى حديث النزول الإلهي في الثلث الباقي من الليل الإنساني وسؤاله عباده التائبين والداعين المستغفرين ليجود عليهم بالمنح وأنواع الطرف والملح

موسوعة الكسنزان

الشيخ عبد القادر الجزائري

يقول : الليل :

هو كناية عن الطبيعة الكثيفة والتعين بالأجسام العنصرية المظلمة الظاهرة في المعدن والنبات والحيوان والجان والإنسان لأن العالم الجسماني الطبيعي محل الظهور الإلهي الكمالي إذ لولا الكثيف ما عرف ولا سمع خبر للطيف .

ويقول : الليل : كناية عن النفس العنصرية الظلمانية .

الشيخ عبد الغني النابلسي

الليالي : كناية عن الأكوان لأنها ظلمة .

ويقول : الليلة : هي النشأة الكونية الظاهرة في الصور المثالية .

في تأويل قوله تعالى : وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ .

يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :

هو تنبيه على سير الواحد في المراتب لإظهار الأعداد وكنى عنه بالليل لطموس عين الوحدانية في الأعداد من جهة الظاهر إلا في كل مبدأ فإنها تظهر بذاتها فإنك لا تقول بعد الواحد واحد أبداً .

في تأويل قوله تعالى : وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ

يقول الشيخ نجم الدين الكبرى :

وجعلنا ليل طبيعتكم ستراً لنهار روحانيتكم

ليالي الخيف

الشيخ عبد الغني النابلسي

يقول : ليالي الخيف عند الشيخ ابن الفارض : هي ليالي منى الثلاث إشارة إلى الجسد والنفس والروح فإنها ظلمات ثلاث بالنسبة إلى نور الوجود الحق الذي هو المنى والقصد وهي لياليه الثلاث في الحج الروحاني بالسفر الرحماني والإحرام الإيماني .

ليالي الوصل

الشيخ عبد الغني النابلسي

يقول : ليالي الوصل عند الشيخ ابن الفارض : كناية عن عالم الروح الأمري . فكونها ليالي : لأنها من عالم الكون فهي أول مخلوق ظهر عن أمر الله تعالى القديم وكونها ليالي الوصل : فإن السالك إذا صفا عن أكدار الطبيعة وأحكامها يصير روحانياً فيتصل بأمر الله تعالى الذي هو كلمح البصر من غير اتصال .

الشيخ كمال الدين القاشاني

يقول : ليلة القدر : ليلة يختص فيها السالك بتجل خاص يعرف به قدره ورتبته بالنسبة إلى محبوبه وهي وقت ابتداء وصول السالك إلى عين الجمع ومقام البالغين في المعرفة .

الدكتورة سعاد الحكيم

تقول : ليلة القدر عند الشيخ الأكبر : هي الإنسان المتحقق بإنسانيته الجامعة للصور الإلهية والحقائق الكونية .

الشيخ كمال الدين القاشاني

يقول : ليلة قدر المرء : يعنى بها ابتداء وصول السالك إلى مقام البالغين في المعرفة وإلى التحقق بمظهرية حقيقة الحقائق ومرتبة الجمع والوجود . وتارة يعنى بليلة القدر : أوقات التجلي كيف ما كان .

ليلى

الشيخ الأكبر ابن عربي

يقول : ليلى : من الليل وهو زمان المعراج والإسراء والتنزلات الإلهية من العرش الرحماني بالألطاف الخفية إلى السماء الأقرب من القلب الأشوق .

الشيخ عبد الغني النابلسي

ليلى : كناية عن المحبوبة الحقيقية والحضرة الإلهية العلية من حيث أنها تظهر في ليل النشآت الكونية بعد ارتفاع أستار تلك النشأة الإمكانية

» مفهوم الغربة في تصوف محيي الدين بن عربي
» الفرد ـــ عند الشيخ محيي الدين بن عربي
» معلمى سيدى محيي الدين بن عربي وشيوخه