حتى ظفرت بالمعرفة
مسألة في أوصاف المحبة
ويقول الشيخ الأكبر ابن عربي
أوصاف المحبة أن يجمع المحب في حبه بين الضدين ليصح كونه على الصورة لما فيه من الاختيار
وهذا هو الفرق بين الحب الطبيعي والروحاني والإنسان يجمعهما وحده
البهائم تحب ولا تجمع بين الضدين بخلاف الإنسان وإنما جمع الإنسان في حبه بين الضدين
لأنه على صورته وقد وصف نفسه بالضدين وهو قوله
هُوَ الْأَوَّلُ والْآخِرُ والظّاهِرُ والْباطِنُو يقول
الحب على قدر التجلي والتجلي على قدر المعرفة
وكل من ذاب فيها وظهرت عليه أحكامها فتلك المحبة الطبيعية
ومحبة العارفين لا اثر لها في الشاهد فان المعرفة تمحو آثارها لسر تعطيه لا يعرفه إلا العارفون
فالمحب العارف حي لا يموت
روح مجرد لا خبر للطبيعة بما يحمله من المحبة
حبه الهي وشوقه رباني مؤيد بإسمه القدوس عن تأثير الكلام المحسوس
ويقول
كل حب لا يتعلق بنفسه وهو المسمى حب الحب لا يعول عليه
ويقول كل محبة لا يؤثر صاحبها إرادة محبوبه على إرادته فلا يعول عليها
كل محبة لا يلتذ صاحبها بموافقة محبوبه فيما يكرهه نفسه طبعاً لا يعول عليها
كل حب لا ينتجه إحسان المحبوب في قلب المحب
لا يعول عليه
كل حب يعرف سببه فيكون من الأسباب التي تنقطع لا يعول عليه
ويقول المحبة إذا لم تكن جامعة لا يعول عليها
مسألة - في حب الحق والغيرة عليه
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي
من احب الحق وغار عليه فهو مع حبه لا مع الحق
العارف لا يغير على الحق بل يعشقه إلى عباده ويحببه إليه
ويقول
قال بعضهم الحب لا يصح
ومنهم من قال ما ثم إلا حب
ومنهم من قال الحب نعت لا صفة
ومنهم من قال الحب سر إلهي يعطى في كل ذات على حسب ما يليق بها
ومنهم من قال كيف تنكر الحب وما في الوجود إلا هو ولولا الحب ما ظهر فمن الحب ظهر ما ظهر وبالحب ظهر والحب سار فيه والحب ينقله
ومنهم من قال لا يصح نكران الحب فبالحب حرك المحرك
وبالحب تحرك المتحرك وسكن الساكن وبالحب تكلم المتكلم وصمت الصامت
ومنهم من قال الحب سلطان يتبعه كل شيء
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي
أهل المحبة هم أهل الحياة والحرف والقصد
شراب الحب - شراب المحبة
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول شراب الحب هو تجل متوسط بين تجليين
وهو التجلي الدائم الذي لا ينقطع وهو أعلى مقام يتجلى الحق فيه لعباده العارفين وأوله تجلي الذوق
ويقول
كأس الحب هو القلب من المحب لا عقله ولا حسه فان القلب يتقلب من حال إلى حال
كما أن الله الذي هو المحبوب كل يوم هو في شأن فيتنوع المحب في تعلق حبه بتنوع المحبوب في أفعاله كالكأس الزجاجي الأبيض الصافي يتنوع بحسب تنوع المائع الحال فيه فلون المحب لون محبوبه وليس هذا إلا للقلب
و يقول
نور المحبة هو نور خرج من باب التنزيه والقبول وهو نور استولى على كل علة ومعلول بحرق كل ما انتهى إليه بناره وهو على الدوام منظور الله ومقبول
ويقول
الحب الإلهي
هو أن يحبنا الله تعالى لنا ولنفسه
أما حبه إيانا لنفسه
فهو قوله أحببت أن أعرف فخلقت الخلق فتعرفت إليهم فعرفوني
فما خلقنا إلا لنفسه حتى نعرفه
وقوله
وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْأِنْسَ إِلّا ليَعْبُدونِ فما خلقنا إلا لنفسه وأما حبه إيانا لنا فلما عرفنا به من الأعمال التي تؤدينا إلى سعادتنا ونجاتنا من الأمور التي لا توافق أغراضنا ولا تلائم طباعنا
خلق سبحانه الخلق ليسبحوه فنطقهم بالتسبيح له والثناء عليه والسجود له
الحب الصحيح هو أن يحبك لك وحب الله لخلقه أحبهم لهم لا لنفسه
يقول حب الكرامة هو أن يُسَر الإنسان بالتعظيم والتبجيل والمقابلة بالمديح والثناء الجميل
قول المحب هو الذي أحب ما احتجب عنه وهو غيبه
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي
فيما لا يعول عليه
ويقول كل حب لا يتعلق بنفسه وهو المسمى حب الحب لا يعول عليه
ويقول كل محبة لا يؤثر صاحبها إرادة محبوبه على إرادته فلا يعول عليها
كل محبة لا يلتذ صاحبها بموافقة محبوبه فيما يكرهه نفسه طبعاً لا يعول عليها
كل حب لا ينتجه إحسان المحبوب في قلب المحب لا يعول عليه
كل حب يعرف سببه فيكون من الأسباب التي تنقطع لا يعول عليه
ويقول المحبة إذا لم تكن جامعة لا يعول عليها
مسألة في حب الحق والغيرة عليه
من احب الحق وغار عليه فهو مع حبه لا مع الحق
العارف لا يغير على الحق بل يعشقه إلى عباده ويحببه إليه
كل حب يكون معه طلب لا يعول عليه
ويقول كل حب لا يفنيك عنك ولا يتغير بتغير التجلي لا يعول عليه
كل حب تبقى في صاحبه فضلة طبيعية لا يعول عليه
ويقول الحب الذي يعطيك التعلق بوجود المحبوب
وهو غير موجود فهو صحيح وإن لم يعطك فلا تعول عليه
----
من موسوعة الكسنزان